الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

حسين مني و أنا من حسين

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين


أيام قليلة تفصلنا عن يوم العاشر من محرم ، يوم ثورة المظلوم على الظالم ، يوم يصرخ المظلوم في وجه الظام " هيهات منا الذلة " ، فينتصر الدم على السيف

عظم الله أجوركم و جعلنا و إياكم من أنصار أبي عبد الله الحسين و من شيعته

الأحد، 29 أغسطس 2010

هل ذكر اسم علي في القرآن..؟؟

مقال أعجبني في جريدة الدار للكاتب فرج الخضري و أحببت أن انقله في مدونتي :



نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، وأول من نعزي نعزي إمام زماننا وولي أمرنا وأمل أمتنا والعالم الإمام الحجة بن الحسن المنتظر «عجل الله فرجه الشريف» وجعلنا من مواليه وأنصاره، بجده العظيم الشامخ، ونعزي الأمة الإسلامية جمعاء بهذه المناسبة الحزينة..
من الأسئلة التي تطرح علينا سؤال عنوان مقالنا و هو هل ذكر اسم الإمام علي صلوات الله عليه في القرآن الكريم ؟ سنجيب إن شاء الله على هذا السؤال بإيجاز شديد، ومن مصادر أهل السنة والجماعة...
طبعاً ذكر الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه في القرآن الكريم ضمن أهل البيت صلوات الله عليهم، في آيات كثيرة وعديدة مثل آية التطهير – الأحزاب/33 – ففي (صحيح مسلم) عن عائشة أم المؤمنين قالت: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة غد وعليه مرط مرجل من شعر أسود – كساء - فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)).
- صحيح مسلم: فضائل الصحابة، فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ح2424.
- ونظيره في صحيح الترمذي: كتاب تفسير القرآن، 5/351، ح 3105.
وأما الآيات التي تخص أمير المؤمنين سلام الله عليه فهي بالمئات، وقد جمع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي 700 آية وردت في شأن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، كلها من كتب أهل السنة والجماعة، في مجلدين ضخمين تحت عنوان ( علي في القرآن )، بل ان السيد هاشم البحراني قد ألف كتاباً بعنوان (1000 آية نزلت في الإمام علي) والعنوان الأصلي الذي وضعه المؤلف قدس سره هو ( اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية).
أما بالنسبة لذكر اسم الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (صراحة) في القرآن الكريم، فسنذكر آيتان صرحتا بوضوح باسم أمير المؤمنين سلام الله عليه، وقد وثقهما وأكدهما أحد قمم وعظماء علماء أهل السنة والجماعة وهو (عبدالله بن الحسن الحسكاني الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل).
الآية الأولى: (قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) الحجر (41)..
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني أبو بكر النجار (بإسناده المذكور) عن سلام بن المستنير الجعفي، قال: دخلت على أبي جعفر – يعني محمد الباقر – فقلت جعلني الله فداك إني أكره أن أشق عليك فإن أذنت لي أن أسالك ؟، فقال: سلني عما شئت، فقلت: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم، قلت: قول الله في كتابه: (صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ )، قال: صراط علي بن أبي طالب، قلت: صراط علي بن أبي طالب ؟، قال: صراط علي بن أبي طالب..
- شواهد التنزيل للحافظ الحاكم الحسكاني: ج1، ص60، وفي طبعة أخرى ص78.
الآية الثانية: ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) مريم (50)..
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبدالرحمان ابن علي بن محمد بن موسى البزاز (بإسناده المذكور) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليلة عرج بي إلى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن فقيل لي – يعني أهل السماء -: من استخلفته على أهل الأرض؟ فقلت: خير أهلها لها أهلا علي بن أبي طالب أخي ووصيي وصهري، فقيل لي – يعني الله سبحانه و تعالى -: يا محمد أتحبه ؟ فقلت: نعم يا رب العالمين، فقال لي: أحبه ومر أمتك بحبه، فإني أنا العلي الأعلى اشتققت له من أسمائي اسماً فسميته علياً، فهبط جبرئيل فقال: إن الله يقرء عليك السلام ويقول لك اقرأ، قلت وما أقرأ؟ قال: وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا).
- شواهد التنزيل للحافظ الحاكم الحسكاني: ج1، ص358، وفي طبعة أخرى ص463.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين صلوات الله عليهم
والحمدلله عدد ما حمده الحامدون..

الأحد، 25 يوليو 2010

المحور الأخير : حرية شخصية أم مجتمع حيواني ؟!


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

أسعد الله أيامكم بمناسبة قرب ذكرى ميلاد الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف


أواصل معكم بحثي في محوره الخامس و الأخير من سلسلة قضايا بين العلمانية و الدين حيث حاولت حصر ما يقال في وسائل الإعلام فقط من قبل العلمانيين العرب و المشهور من مقولاتهم ، و في المحور الأخير سأتكلم عن الحريات عند العلمانيين و ما المقصود بها و ما هي حدودها؟
يسعى العلمانيين من خلال منهجيتهم لجعل الحرية مطلقة للجميع من دون أي حدود فنرى أنهم يسعون لتشريع زواج المثليين و البعض منهم من يقول بتشريع الزنا إن كان بالتراضي و محاربة الحجاب كونه باعتبارهم سجن للمرأة سواء كان عن طريق إثبات عدم وجوبه أو بمنعه بشكل كلي من بعض الأماكن كالجامعة كما فعلت بعض الدول ، و سعت أيضاً لمنع غطاء الوجه سواء كان نقاب أو أي نوع آخر ، كله كان تحت مسمى الحرية الشخصية التي لا يجوز لأحد أن يتدخل فيها.

نأتي للمطالبة الأولى و هي الأحدث نسبياً من بقية المطالبات ألا وهي زواج المثليين ، فرأينا مطالبات صريحة من بعض العلمانيين بزواج المثليين باعتباره حق مشروع لفئة من المجتمع يجب أن تحصل عليه فهي حرية شخصية ، أولاً من الناحية الصحية فبالنسبة للجنسين هو مسبب لأمراض جداً خطيرة كما ذكروا بعض الدكاترة الخبراء في هذا المجال كالدكتورة فوزية الدريع ، كما أثبتت نفس الدكتورة و دكاترة آخرون أن سبب الميول المثلية هو سبب نفسي ينعكس على سلوك الإنسان و هو قابل للعلاج بطريقة مفصلة ، فطبياً تعتبر المثلية الجنسية مرضاً عند الكثير من الدكاترة و الباحثين المتخصصين في هذا المجال و المعروف أن المرض يحتاج لعلاج فالأجدر بنا أن نحاول القضاء على هذا المرض و ليس الترويج له ، و أما من الناحية الدينية فهو أمر محرم عند الديانات السماوية الثلاث ! ، اي متفق على تحريمه و منعه فمن العجيب ان نرى مطالبات من العلمانيين بما يسمى حقوق المثليين ضاربة بكل هذه الأديان - التي تدعي العلمانية حمايتها - بعرض الحائط ، و الموضوع متشابه بالنسبة للزنا ايضاً ، و من الغريب أنه هناك من يبيح الزنا اذا كان الطرفين متراضيين و يحرم تعدد الزوجات الذي يكفل حقوق الزوجة كاملة !! .

أما في قضية الحجاب فمن المضحك أن نرى العلمانيين يخوضون في الأديان فيفسرون و يبترون و يدلسون فقط لإثبات ما جاء في أهوائهم كما بينا ذلك في المحور الثالث في نفيهم لتعدد الزوجات فمن حججهم أن الحجاب أمر غير مفروض في الإسلام و أن الآية الكريمة " قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل للمؤمنات يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أبناء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نسائهن أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التابعين غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النساء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أيها الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (1) تعني أن يغطى الجسد و الصدر و ليس المراد بها الرأس كما قال قاسم أمين و الكثير من المفكرين و أن الآية " يَأَيهَا النَّبىُّ قُل لأَزْوَجِك وَ بَنَاتِك وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذَلِك أَدْنى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما " (2) تحمل نفس المعنى ايضاً و المراد بها نساء النبي و بناته ، أقول : الآية واضحة ولا تحتاج حتى تفسير حيث شمل الله تعالى نساء المؤمنين أي من آمن بالله بالآية و معنى الجلباب هو ثوب أَوسَعُ من الخِمار، دون الرِّداءِ، تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وصَدْرَها؛ وقيل: هو ثوب واسِع، دون المِلْحَفةِ، تَلْبَسه المرأَةُ؛ وقيل: هو المِلْحفةُ و الملحفة هي اللباس الذي فوق سائر اللباس (3) أي ما نسميه بالعامي "العباية" ، فواضح من الآية الكريمة فرض الحجاب ، أما تحرير المرأة بالحجاب فلا أدري ما العلاقة بينهم ؟! ، هل المرأة تستطيع أن تعمل و تنتج فقط و هي متزينة و متبرجة ؟ ، ما العلاقة بين العمل و التفكير و بين الحجاب ؟! ، و من العجيب انه ظهرت مقولات كمقولة : إذا أردت أن تعرف رقي أمة فانظر إلى نسائها (4) !! ، فهاهي العلمانية تثبت أنها هي من تنظر للمرأة كجسد ، فالدين الإسلامي لا يريد من المرأة أن تظهر جسدها وزينتها للناس أم العلمانية فتقرر ذلك و تعتبره من الحضارة فمن يريد فينا جسد المرأة ، دون عملها ؟! .

ما ذكرته يعزز النظرية التي تقول أن العلمانية تنتج مجتمع منفصل عن القيمة ، خالي من القيم يعتدي على الإنسان بحجة الحرية و بمفهومها المغلوط ، فمتى كان انفلات المجتمع يسمى حرية ؟ ، إن مجرد تصور المجتمع العلماني يعطي صورة مخيفة لمجتمع حيواني بحت ! ، و بالفعل أنا على يقين بأن هذا ما تسعى إليه العلمانية ، فنظرة لوثيقة مؤتمر السكان تؤكد ذلك فتقول " إنها حالة الرفاهية البدنية و العقلية و الاجتماعية الكاملة ، المنطوية على أن يكون الأفراد من جميع الأعمار أزواجاً و أفراداً فتياناً و فتيات ، مراهقين و مراهقات قادرين على التمتع بحياة جنسية مرضية و مأمونة هي كالغذاء حق للجميع ينبغي على جميع البلدان لتوفيره في اسرع وقت ممكن في موعد لا يتجاوز 2015 م " (5) ، أمر فعلاً مخيف و يدعو للقلق هل هناك أكثر من هذه الإهانة للإنسان و الأديان ؟ ، وهو يؤكد تماماً أن العلمانية بالفعل هي فصل مجمل حياة الإنسان عن جميع القيم الإنسانية ، و الأخلاقية و الدينية بحيث يتحول العالم إلى مادة استعمالية يوظفها القوي لحسابه . فقط لا غير


و في النهاية أحببت أن أذكر مفارقة بسيطة


يقال : أن الشيوعية و العلمانية تتفق بأن إصدار القوانين يكون عبر التشريع المادي لكن الشيوعية تحارب الدين و العلمانية تحمي الدين



أما بالنسبة لي : فإن كلا الشيوعية و العلمانية تحارب الأديان لكن الشيوعية بشكل علني أما العلمانية بشكل مخفي ، فإين حماية الأديان من إصدار قوانين تحرمها أكبر شريحة في العالم أجمع و هم متبعي الشرائع السماوية الثلاث ؟!.



و ختماماً أتمنى أن تكون السلسة أعجبتكم و أتمنى أني وصلت ما أريد إيصاله من معلومات للقراء الأفاضل ، و أحب أن أشكر جميع من تابع السلسلة ....



و شكراً :)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النور الآية 30 ، 31
(2) سورة الأحزاب الآية 59
(3) معجم لسان العرب مادة جلب و مادة لحف
(4) من مقولات قاسم أمين
(5) وثيقة عمل البرنامج الدولي للسكان و التنمية المنعقد بالقاهرة 5-15/9/1994 م ، الترجمة العربية الرسمية الفصل الثامن الفقرات 31-35 .

الجمعة، 16 يوليو 2010

المحور الرابع : شماعة العلمانية التالفة

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

إذا رجعنا للتاريخ و بالتحديد للعصور الوسطى ، و اتجهنا إلى أوروبا في ذلك الوقت سنجد حياة كئيبة مظلمة متخلفة ، تسود فيها سلطة القساوسة و كانت العلوم بشتى أنواعها محاربة من قبل الكنيسة إلا ما يرون أنها تناسب كتبهم المقدسة ، حيث كانت أوروبا تخضع تحت سيطرة الكنسية فكانت هي لها السلطة الكبرى عليهم ، بل كانت توزع صكوك الغفران و هي صك من البابا بأن حامل هذا الصك رجل فاضل و سيدخل الجنه لأنه أرضى البابا ، و العكس صحيح فمن لا يرضي القسيس فإن الله لا يرضى عنه و أن مصيره النار مهما فعل فطالما ذلك الرجل لم يرضي القساوسة فهو مغضوب عليه ، فأي شخص كان يأتي بعلوم مخالفة لتعاليم الكنيسة كان يقتل و يعذب ، فتفشى الجهل في أوروبا واستحقت تلك العصور بكل جدارة لقب العصور المظلمة ، و بعد ازدهار المنهجية العلمانية و تطورها "بقضية مفصلة" قامت بتهميش دور الكنيسة ، و السماح للعلوم بمختلف مجالاتها بالدخول للدولة للإستفادة منها وجعلت الدين لا يتعدى أبواب المنزل أو الكنيسة ، و بذلك استطاعت تلك الدول الإزدهار و التقدم ، باختصار هذه قصة ظهور العلمانية و سبب ظهورها .


فلما دخلت العلمانية إلى العالم الإسلامي قامت بإرجاع السبب و إلقاء اللوم على رجال الدين و أن الدين هو سبب التخلف ، فالإسلام بنظرهم أسر المرأة و منع العلوم و ما زال يمنع كل ما يدعو للحداثة و التطور فشبهوا التخلف الحاصل بالدولة الإسلامية بالتخلف الذي كانت تعيش فيه أوروبا بسبب سلطة رجال الدين على هذا المجتمع لذلك يجب وضع الدين الإسلامي و حصره في المنزل أو المساجد فقط ، أما التطور و الحداثة فنتركه للعلمانية لتقوم بواجبها لرقي المجتمع ، فمن هذا المنظور دخلت العلمانية إلى المجتمع الإسلامي ، فكان ما حصل في العصور المظلمة هي شماعة العلمانيين و هي حجتهم لعزل رجال الدين في نطاق معين لا يخرجون عنه ، فمثلما كان رجال الدين المسيح سبباً في تخلف أمتهم فرجال الدين المسلمين أيضا كذلك في نظرهم ، فهم ضد العلوم و التطور و الحداثة و التنوير.

فعلاً هناك بعض الأمور التي قد تكون صعبة و تظهر بمظهر مقنع لكن أساسها بعيد كل البعد عن الصحة وهذا ما يقوم به العلمانيون و يحاولون إظهاره بشكل عقلاني قد يتقبله العقل بشكل سريع إذا لم يكن واعياً بأن أساس هذا الإدعاء هو باطل في باطل ، فإذا رجعنا مرة أخرى للتاريخ بل إلى نفس الحقبة الزمنية التي كانت تعيش فيها أوروبا بالعصور مظلمة سنجد أن الأمة الإسلامية مليئة بالعلماء في شتى المجالات ، فعندما نرى أبو الكيمياء و هو جابر ابن حيان مؤسس علم الكيمياء تلميذ الإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه ، و ابن سينا و الحسن ابن الهيثم و غيرهم الكثير الكثير من العلماء فلم يكن جابر ابن حيان عالماً دينياً فقط بل كان فقيهاً متديناً ، فالدين الإسلامي لم يكن في يوماً من الأيام ضد التطور و العلم النافع في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة ترفض جميع أنواع العلوم و تقتل العلماء ، فبرع العلماء المسلمين في الوقت ذاته بالكيمياء و الفيزياء و الطب .

فما السبب الحقيقي إذن وراء تخلف هذه الأمة ، تخلف الأمة الإسلامية سيكون أمر أكثر من طبيعي عندما أصبح الجهال بالدين هم الخلفاء و الأتقياء الورعين هم من يعذبون و يسجنون و يقتلون فلما اهتم هؤلاء الخلفاء المزعومين بمجالس الخمر و الرقص ، عندما يحارب الخمارين الأتقياء فنتيجة حتمية لذلك هو تخلف الدولة الإسلامية ، فنظرة بسيطة لتاريخ الدولة الأموية و العباسية بالأخص سنجد ان من كان يعرف بمجالس السكر و الدعارة كيزيد ابن معاوية مثلاً و هارون الرشيد و الكثير الكثير من مدعي الخلافة الذين تركوا الأمة الإسلامية تضيع و هم بين كؤوس الخمر و الراقصات و أهل البيت الأتقياء الورعين يعذبون في السجون و يقتلون ، أمر طبيعي أن تتخلف الأمة الإسلامية عندما يترك مدعي الخلافة كل الأخطار المحدقة بالإسلام و يهتمون بمطاردة أبناء علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه لقتلهم و النيل منهم !!

سؤال أخير : أليست مجالس الشرب و الغناء الرقص و الدعارة تسمى الآن حرية شخصية من قبل العلمانيين؟

ليست العلمانية إلا اتباع للهوى و لما اتبع المسلمون أهواءهم ضلوا و تخلفوا، و عندما اتبع بعضهم قول نبيهم "اطلبوا العلم ولو في الصين" و أخذوا العلوم من الهند و الصين و اليونان فأخرجوا لنا علماء بل مؤسسين للعلوم .

فالعصور المظلمة ليست إلا شماعة تالفة للعلمانيين كي يروجوا لمنهجيتهم و الدول الإسلامية ليست بحاجة لهم ليتطوروا ولكنها بحاجة لتقوى وورع و إخلاص لله جل وعلا و طلب العلوم و السعي وراء تطويرها فقط !

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

المحور الثالث : تعدد الزوجات بين الرفض و التدليس !!

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين
.
>


بعد الفاصل اللطيف عن قانون الاحتشام و قائمة الوسط الديمقراطي أواصل معكم بحثي عن العلمانية و بعض آرائهم و أطروحاتهم خصوصاً في العالم العربي.

موضوع اليوم هو تعدد الزوجات و النظرة العلمانية لتعدد الزوجات ، يمكن في بعض من العلمانيين من يرى أن تعدد الزوجات صحيح بس آنه ليلحين ما شفت هالشي فالغالبية معارضين و في الغالب المعارضين أقسمهم لقسمين :

القسم الأول : هو من يرى أن تعدد الزوجات أمر غير عقلاني و غير منطقي و أدلتهم هي أن المرأة تحس بالإهانة لها و لأنوثتها من هذا الزواج كما أن الرجل لا يرضى لنفسه ان تتزوج امرأته أكثر من زوج فهذا هو رأي بعض الكتاب مثل نادين بدير التي أحدثت ضجة حول هذا الموضوع .

طبعاً أستغرب وضع غيرة المرأة كمبرر للتحريم فهو أمر متفاوت و هناك من النساء من يتقبل هذا الأمر و هناك ممن تأخذهم الغيرة التي تؤدي إلى شعورها بالإهانة فالموضوع غيرة لا أكثر ولا أقل و الغيرة أمر موجود و متفاوت مثل فكرة التعصب هو أمر موجود و متفاوت فالبعض يتعصب لفكره أو لدينه أو لعرقه أو لأفراد عائلته و هو أمر متفاوت أيضاً يعتمد على الشخص نفسه ، لذلك إذا قسنا موضوع الغيرة حتى على الأطفال خصوصاً في الأعمار من 3 إلى 7 سنين سنجد مثلاً أن الأخ الأكبر يغار من الأخ الأصغر و أحياناً يضربه ( أو يحذف عليه لعبة جنه ما يدري :) ) فهذا يحدث كثيراً بل يحدث في الغالب ، و الوالدين "الشطار" هم من يستطيعون التخفيف من هذه الغيرة عن طريق العدل بينهم و المعاملة بالمثل فإذا ضم الوالد الطفل الأصغر أمام الطفل الأكبر منه سناً بسنة أو بسنتين سنجد على الطفل الأكبر ملامح الغيرة فالأطفال ببراءتهم إلا أنه يتولد لهم هذا الشعور فيقوم الوالد بضم طفله الأكبر و مداعبته ، فكذلك الأمر بالنسبة للزوجات فبعضهن يصل بهن الأمر للعصبية و في غالب الأحيان يكون الأمر ليس مجرد غيرة بل لأن الزوج كان مقصر في حق إحداهن أو أهانها بالكلام مثلاً وهو ما يولد فعلاً الشعور بالحقد ، مثلاً إذا داعب الوالد طفله الأصغر و دائماً ينهر الطفل الأكبر سنجد تصرف عدواني من الطفل الأكبر باتجاه أخيه الأصغر و العكس صحيح ، و أيضاً بالنسبة لتعدد الزوجات العكس صحيح فهناك الكثير من " الشرايج" ممن أصبحوا صديقات ! و منهم من تقبل الأمر بشكل طبيعي ، فمسألة الغيرة مسألة نسبية تعتمد على عدل الزوج بين الزوجات و هو كحسن التصرف مع الأطفال في تربيتهم فقط لا أكثر ولا أقل ، و إذا كان الزوج يجرح شعور إحداهن أو لا يعدل بينهن فإنه خالف شرط تعدد الزوجات فطبيعي أن تحصل الخلاقات و تشعر المرأة بالإهانة.


فهل من المعقول أن يمنع العلمانيين إنجاب طفلين خلال أربع سنين لأنه هناك غيرة شديدة بين بعض الاطفال بسبب تصرف أهاليهم !! ، والله كل شي جايز :).

أما عن نقطة زواج المرأة من عدة رجال الذي ذكرته نادين بدير كنوع من التوضيح فهو أمر فعلاً سخيف ! ، لأن المسألة هنا ليست مسألة مشاعر فقط ، بل هو تفكك للأسرة و هو بالأساس بالأساس مخالف لشرط التعدد (إذا بناخذ نادين بدير على قد عقلها) فهو مخالف لشرط العدل ! ، فإذا حملت من أحدهم كيف تأدي واجبها تجاه البقية ؟ ، وفي الولادة و في وقت النفاس ، أم بالنسبة للرفض التام و الشديد من الرجال فهو من منطلق ديني فهي عرضه و هو من الكبائر في الدين،فطبيعي سنجد رفض شديد من الرجال ، ففعلاً و مع احترامي الشديد هو أمر سخيف !.

القسم الثاني : هناك أيضاً بعض المفكرين و الكتاب كمعروف الرصافي في كتاب الشخصية المحمدية الذين استنتجوا أن تعدد الزوجات حرام من القرآن الكريم فبالإطلاع على الآية الكريمة " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً"(1) و الآية الكريمة " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ"(2) سنجد أن الحكم قد علق بانتفاء شرط العدل في الآية الأولى و في الآية الثانية ينفي قدرة الرجال على العدل ولو حرصوا على ذلك وبناء على ذلك انتفت صحة تعدد الزوجات .

لن أطيل في الرد على هذا الإشكال البسيط و هو ليس إشكال بل تدليس ! ، فالرد على القسم الثاني هو مجرد كتابة الآية الثانية كاملةً " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" ، هل هو بحاجة للشرح ولا وصلت المعلومة؟ ، نظرة لكتب التفاسير ستوضح الأمر ، و إذا ما تبون تشوفون التفاسير فالآية واضحة بالأساس فإن الله سبحانه و تعالى يوجه الناس في كيفية العدل بين الزوجات و أن العدل هو ألا يكون أكثر الميل لواحدة و تصبح الأخرى كالمعلقة و أمر الله بالتقوى و الإصلاح مع الزوجات و الله غفور رحيم عن بقية الأمور التي لا يملكها الإنسان أو الأمور الغير متعمدة ، فالله سبحانه و تعالى يريد بنا اليسر لا العسر لكي لا يتصور الناس أن العدل هو أن تكون نسخة مسجلة لما فعلته عند زوجتك الأخرى ! ، فهنا يوضح الله سبحانه و تعالى كيفية العدل ولا ينفيه .


فإذا كانوا لم يقرأوا الآية أو لم يفهموها فلماذا يتحدثون عن جهل ؟ ، و إذا قرأوها وفهموها فلماذا التضليل و التدليس ؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النساء الآية 3

(2) سورة النساء الآية 129

الأربعاء، 30 يونيو 2010

ضحكتونا بعز الصيف يالوسط


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

بينما كنت جالساً اليوم في الكفيتيريا أقضي وقت فراغي بقراءة أحد الكتب ، جاء أحد الطلاب مقاطعاً لحظات المودة التي أعيشها و أنا "مندمج" بالقراء قائلاً السلام عليكم قلت و عليكم السلام و إذا هو شاب (داق باج قائمة الوسط الديمقراطي) بابتسامة عريضة يمد لي يده ليعطيني النشرة أو البروشور الجديد لقائمة الوسط ، طبعاً أول شي كنت متوقع ان النشرة راح تتكلم عن قانون منع الإختلاط لأنهم ذابحينا فيه كل كورس نشرة عن هالقانون ، المهم طلعت السالفة مو منع اختلاط فالبروشور كان بعنوان ، "لسنا ضد الإحتشام .. ولكن ؟! كفاكم وصاية " .



بدأت بتصفح النشرة ، فوجدت أنها تتكلم عن القانون الذي تم إقراره و الذي ينص على عدم جواز لبس الطالب أو الطالبة الشورت أو التنورة القصيرة ، إلى آخر القانون طبعاً شخصيا فرحت لمثل هالقانون لأن فعلاً قاعدين نشوف "مسخرة" بمعنى الكلمة من الجنسين ، طبعاً عارضت قائمة الوسط القرار كونه غير دستوري و غير نابع من الشريعة الإسلامية ( من وين يابوا هالحجي الله أعلم !! ) فتفضلوا بقراءة الكتاب الذي أرسلوه لعمادة الجامعة و بعدها سأكمل حديثي ...

نتقدم نحن مجموعة من طلبة و طالبات جامعة الكويت بطلب إلغاء قرار اللباس المناسب ، ذلك أن القرار جاء مخالفاً لدستور دولة الكويت (المادة 30 : الحرية الشخصية مكفولة )من جهة ، إضافة إلى أن الضوابط التي وضعت لم نجد لها مرجعاً لا في الدستور الكويتي و لاديننا الحنيف ، كما تجدر الإشارة إلى أننا نقدر حرص الإدارة الجامعية على أن يلتزم طلبتها بارتداء ما يليق بالحرم الجامعي و يتناسب مع الآداب العامة للمجتمع الكويتي ، إلا أن إقرار مثل هذه القرارات و بآلية غير قابلة للتطبيق تفقد القانون هيبته في حال عدم الإلتزام بها ، و إن الحلات المعنية في هذا القرار هي حالات فردية لا تحتاج لتوصية ترفعها لجنة العمداء لكي تقرها الإدارة الجامعية و يمكن معالجتها بأكثر من وسيلة ، فهذا القرار رسم صورة سيئة لطلبة أعلى صرح أكاديمي في دولة الكويت حيث أن القرار خص الطلبة و الطالبات فقط و لم يخص أعضاء هيئة التدريس و موظفي الإدارة الجامعية ،ان هذا القرار يحتوي على الكثير من المثالب فيرجى من سيادتكم إعادة النظر فيه ، وراجين منكم قبول فائق الإحترام و التقدير.


طبعاً ما إن انتهيت من قراءة هذا المنشور والكتاب المرفق معه لإدارة الجامعة إلا وجدت الإبتسامة اللاإرادية تعلو محياي و لسان حالي يقول بل يصرخ " من صجهم ولا يتغشمرون " ، تكفا تتبعوا معاي نص الكتاب اللي ذكرته ! ، أول شي يقولون ان هالقانون ضد الحريات و ضد الدستور الذي كفل لنا الحرية الشخصية ، و الذي يبين و بوضوح اعتبارهم للبس القصير و "المسخرة" كما سميتها سابقاً حرية شخصية ، ثم يسترسل قائلاً أنه يقدر حرص الإدارة على يلتزم طلبتها بما يليق بالحرم الجامعي و إن المقصود من هذا القرار حالات فردية لا تستلزم وضع قانون بل يمكن معالجتها بأكثر من وسيلة ! ، يا جماعة أحد يقولي شلون يمكن معالجتها؟ ، شنو الوسيلة الأمثل يا أعضاء قائمة الوسط ؟ ، صج حاولت أفكر بحلول والله جد مالقيت غير ان يحطون قانون يمنع ارتداء هذا اللباس ، إلا إذا من الحلول المقترحة إن الطالب اللي لابس شورت أو الطالبة اللي لابسة قصير يعطونهم وزار قبل لا يدشون الكلية فهذا شي ثاني ؟!! :) ، ثم نجد شبه مطالبة من الذين كانوا يطالبون بإلغاء القانون بتعميم القانون على أعضاء هيئة التدريس و الموظفين في الجامعة !! ، ألحين شلون باول الكتاب تقولون حرية شخصية و آخر الكتاب تقولون عمموا القرار حتى على أعضاء هيئة التدريس ، فبعرف شنو المطلوب بالضبط ألحين ؟! تبون تلغونه ولا تعممونه ؟ ! ، طبعاً نقطة إن القرار ليس له مرجعية لا في الدستور ولا في الدين الحنيف فأقول بطلوا عيونكم عدل وشوفوا الآية "ولا تبدوا زينتكم إلا لبعولتكم ولا تتبرجوا تبرج الجاهلية" خو بعد الجامعة بس قالو لا تلبون قصير ما فرضت الحجاب و العباية على كل وحدة و الدشداشة أو البنطلون و التيشيرت الوسيع على كل واحد، و ملاحظة آنه مؤيد لكم و بشده أن يعمم هذا الموضوع على أعضاء هيئة التدريس بالجامعة و الموظفين و بجذي القرار ما راح يسيء للطلبة على قولتكم بس عاد لما يطلعون هالقرار و يعممونه على الكويت لا تقولون كبت للحريات و أعطونا حريتنا ، لأن صج راح تفشلون روحكم ، صج تناقض عجيب ! .

ودام انكم مو ضد الإحتشام على قولتكم عيل شحقة معترضين و مسوين نشرات و ندوات و حالتكم حالة ؟

بس الصراحة يعطيكم ألف عافية ضحكتونا و كثروا منها خصوصاً ألحين احنا بالكورس الصيفي و حر و ضيقة خلق :)

الاثنين، 21 يونيو 2010

المحور الثاني : هل هي فعلاً الحل ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

قبل أن أدخل في المحور الثاني من بحثي أفضل أن أضع لكم تعريف موجز عن العلمانية حتى يسهل فهم المحور الثاني ، فالمحور الأول لم يكن يحتاج لشرح معنى العلمانية لأنه يناقش رأي فقط ، أما المحور الثاني فسيكون بإذن الله أكثر غزارة .

الكثير منا يعرف العلمانية على أنها فصل الدين عن الدولة فقط وهذا ما يتفق عليه جميع العلمانيين و الذي انطلقت منه بعض الشعارات كـ"الدين لله و الوطن للجميع" وغيرها و لكن العلمانية لها مفهومين ، و هنا أقصد المتبعين للمنهجية العلمانية ينقسمون إلى قسمين:

1) العلمانية الشاملة : فصل الدين عن الحياة و من ضمنها الحياة الشخصية ، و حسب اعتقادي الشخصي أن هذا النوع هو الذي نتج عنه " اللادين" أو "الإلحاد".
2) العلمانية بمفهومها الضيق (العلمانية الجزئية): فهي فصل الدين فقط عن سياسة الدولة.

كما مرت العلمانية الشاملة منذ بدايتها بالمراحل التالية:

مرحلة التحديث :
اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، ولذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل والاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقيّة ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة.

مرحلة الحداثة:
هي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق آثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة.

مرحلة ما بعد الحداثة :
في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرّر إلى قضايا البيئة والإيدز وثورة المعلومات، وتضعف المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل الأسرة، لتحل محلها تعريفات جديدة للأسرة مثل رجلان وأطفال أو امرأة وطفل أو امرأتان وأطفال، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت والمعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل في مجال الهندسة الوراثية.
المصدر

و الآن سأبدأ بتناول المحور الثاني : هل العلمانية فعلاً هي الحل ؟؟


من الشعارات المنتشرة أيضاً في المدونات العلمانية هو هذا الشعار :

أحببت تعريف الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري للعلمانية وهو كما يقول : العلمانية هي فصل مجمل حياة الإنسان عن جميع القيم الإنسانية ، و الأخلاقية و الدينية بحيث يتحول العالم إلى مادة استعمالية يوظفها القوي لحسابه .

أقول لا فض فوك يا دكتور على هذا التعريف و لمعرفة مصداقية هذا التعريف لننظر إلى تاريخ الدول العلمانية منذ نشأة العلمانية و حتى وقتنا الحاظر ، فلا أحد ينكر أن الإستعمار كان تحت قيادة الدول العلمانية كفرنسا مثلاً و أن هذا الإستعمار ساهم في إبادة الكثيرين ، فأين القيم و الأخلاقيات في استعمار الدول ؟ ، حتى ما يحدث الآن لمحاربة الحجاب وقمع للحريات بإسم الحرية في نفس تلك الدول التي بدأت بالإستعمار ، فالصور و الشواهد تملاً الشبكة العنكبوتية في محاولات فرنسا مثلاً لمنع الحجاب بل و يجب على الطالبات خلع الحجاب قبل الدخول للحرم الجامعي ، كل هذا لأن النظام العلماني يهمش الدين و يجعله فقط في حدود المسجد و المنزل و إذا كان الدين يحث على الحجاب أو مجرد إعتقاد شخصي يحث على النقاب و القانون الذي صدر من الدولة العلمانية يمنع ارتداء الحجاب و النقاب فيكون لسان حال تلك الدولة التي وضعت هذا القانون "طز فيك انت و معتقدك الشخصي ما دام ذلك المعتقد لا يوافق رغبة الدولة العلمانية" ! للأسف حتى بعض المدونات التي تتكلم باسم الحرية تصف المنقبات بالقذارة و أخرى بالحشرات و أخرى تصف الحجاب بالسجن و"الزبالة" أجلكم الله ، رغم إعتقادي الشخصي بأن النقاب ليس فرض ديني لكن من المعيب وصفه بالقذارة خصوصاً إذا كان نفس الشخص ينادي بالحريات الغير محدودة ، و في نفس الوقت نجد هؤلاء من يصفون المرأة السافرة و من ترتدي زي يخدش الحياء ( على الأقل بالنسبة لي ) بالمتحضرة و المتحررة من القيود و العصرية المنفتحه ، و في المقابل يتهمون الدين الإسلامي بأنه يكبت حرية المرأة و يسجنها ، و أننا ننظر للمرأة كجسد ، أقول : من فينا ينظر للمرأة كجسد ؟ ، المقارنة جداً واضحة وفيها الإجابة على سؤالي ، ولدي سؤال آخر أيضاً في نفس الموضوع ، ماذا نريد من المرأة بالتحديد عقلها و عملها أم منظرها و شعرها و جسدها ؟ .

ما ذكرته في الفقرة السابقة مجرد مثال على أن الدولة العلمانية ليست مجرد فصل الدين عن الدولة ، إنما هي فصل الإنسان عن القيم و المبادئ و الأخلاقيات ، فطالما كان الإنسان منتجاً أو بمعنى أفضل ما دامت تلك المادة الإسعمالية متوفرة فـ"مالنا شغل بتأثيره بالمجتمع أخلاقياً و سلوكياً " ، فحتى في كبرى الدول العلمانية من يريد أن ينتمي لتلك الدول عليه أن يرمي هويته الدينية و قيمه و ثوابته في المنزل ، فبالتالي نجد أن الحياة العامة و المجتمع و سلوكياته يسيطر عليها السوق (الذي سبق و ذكرناه في تعريف الحداثة) و يسيطر عليها مؤسسات خالية من القيم الإنسانية، فلا يمكن للإنسان يعيش ضمن هويته الخاصة في مجتمعه ، و ذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري مثالاً جميلاً عن التلفزيون (الإعلام) الأمريكي المعادي للفطرة الإنسانية بل يخلو من أي قيم و مبادئ.

فالدولة العلمانية تصدر أحكامها و تشريعاتها و فقاً للمعايير و المقاييس المادية التي كما ذكرت بعيدة عن القيم الإنسانية و لا ننسى أن هذه المعايير أخرجت لنا في يوم من الأيام دولة تقتل المعاقين و المسنين لأنهم بنظر تلك الدولة غير منتجين في المجتمع و لأنهم عالة على المجتمع كما يعتبروهم و هي الدولة النازية ، و هنا أنا لا أقول أن الدولة النازية هي دولة علمانية كما ينظر للدولة العلمانية في الوقت الحالي لكن سياستها في التشريع وفق المعايير المادية هي العلمانية بعينها ، وهو ما قصده الدكتور بتحويل الإنسان إلى مادة استعمالية يوظفها القوي لحسابه.

فالخلاصة هنا أردت القول بأن الأمور لا تحل كما يقول المثل الكويتي " يا كله يا خله" أي أن الأمور لا تحل بالتزمت و التشدد الديني الذي يأتي بأحكام خارجة عن الدين أصلاً نتيجه لهذا التزمت ، ولا يأتي بإصدار قوانين تدعو للتحرر من القيم و من الهوية و من الأخلاقيات و بناء على ذلك يصدر تشريعات وفقاً لمعايير مادية تعتدي على الإنسان و على حرية الإنسان و على الأديان التي يدعي النظام العلماني حمايتها.


يتبع ،،،




الاثنين، 14 يونيو 2010

مقاومة..دولة داخل دولة .. ثم ماذا بعد ذلك؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

خلال بحثي في المدونات الكويتية و متابعة المقابلات التلفزيونية لعدة من الشخصيات الليبرالية "العلمانية" الكويتيين ، و حاولت أن أحصر بعض النقاط التي كانت هي المحاور التي يتحدثون عنها في أغلب الأحيان ، و سأحاول إن شاء الله ، ذكر هذه النقاط بعناية و منقاشتها في بحث منفصل لكل محور إن شاء الله تعالى...

المحور الأول : و هو عنوان هذا البوست المقاومة الإسلامية المتمثلة في حزب الله و القائد المحنك السيد حسن نصر الله ، في الحقيقة هناك من الليبراليين من أصبحوا متطرفين و متعصبين لفكرهم حيث لا تستطيع التفريق بين هذا الليبرالي ، و أي متطرف آخر من أي حزب أو مذهب أو دين ، ينادي بحرية الرأي و حرية التعبير ، فيتجاوز بحريته المزعومة إلى حد أقل ما يقال عنه وقاحة ! ، نعم فعندما يترك كل ما يتشدق به و يلح عليه من احترام وجهات النظر تجده يتعرض للشخص بذاته ويسيء له بشخصه لا أن يناقشه أو يطرح وجهة نظره المخالفة بكل موضوعية ، لذا سأقدم لكم نموذج توضيحي ( تفضلوا بقراءة هذا المقال في أحد المدونات الكويتية التي تكلمت عنها) ، العجيب أن البعض منهم أصبح يملك صكوك غفران على الطريقة الليبرالية و يخرج كل من اختلف معه في الرأي من الفكر الليبرالي بوصفه متلبس بلباس الليبرالية ! ، والطامة الكبرى عندما نجد تعليق الأخ سفيد على نفس الموضوع و كيف رد عليه صاحب الموضوع بأن نصر حامد أبوزيد لا يعتبر ليبرالياً فقط لأنه يؤيد حزب الله ، و معروف نصر حامد بوزيد بطعنه بالقرآن و بالرسالة السماوية و هذا ليس محور بحثنا الآن .


نأتي للموضوع الرئيسي و هو حزب الله و المقاومة والسيد حسن نصر الله ، كثير من المفكرين العلمانيين من يصف هذه المقاومة الإسلامية " بدولة داخل دولة " ، و البعض من يزعم بأن هناك خطر كبير بوجود هذه المقاومة داخل لبنان حيث أنه بمجرد حدوث صدام بين الحكومة و هذا الحزب الخطر كما يصفونه فسيصبح انقلاب عظيم و حرب أهلية كما حدث في السابق و التي اشتهرت باسم حرب 7 أيار ، و هنا كي لا أكثر الكلام في هذ الموضوع أضع بين يديكم رد السيد حسن نصر الله على هذا الموضوع ثم نواصل بحثنا في هذا المحور :




يفضل بعض الحاملين للفكر العلماني أن يكون التفاوض مع إسرائيل على طاولة حوار و هو الأمر الأمثل لنا في الوقت الحالي حسب وجهة نظرهم ، و في الحقيقة أستغرب من القائلين بهذا الموضوع حيث أن الشاهد الأكبر و الدليل الأكبر على فشل هذه الحوارات بأن القضية الفلسطينة لها عشرات السنين و هي تحت المفاوضات و الحوار و الدراسة ، ولكن ما النتيجة ؟ ، شعب مشرد حصار قتل.... إلخ ، و لننظر للمقاومة اللبنانية التي كسرت هذا الإحتلال و أرجعته أدراجه خائباً حيث كانت المرة الأولى التي تكسر بها إسرائيل و تهزم و لم يكن لهم نصر على لبنان بعد ذلك النصر .

بالطبع هناك آراء مثل راي الدكتورة ابتهال الخطيب و مؤيديها بأن خروج إسرائيل من لبنان لا يعد نصر ! ، فلننظر للخسائر التي حلت في لبنان فهناك سياحة قتلت و اقتصاد انهار و خسائر في الأرواح ، أقول : نعم هناك خسائر لكن لننظر أولاً من الطرف الذي يجب توجيه اللوم عليه ؟ "ولنشاهد تصريح حزب الله عن ما حصل" من أسر جنديين مقابل الأسرى اللبنانيين أو من قابلهم بالقصف و تدمير الدولة ! ، السيد حسن نصر الله ذكر بأنه لو كان يعلم بأن خطف الجنديين سيؤدي إلى ما حصل من دمار لما قام بذلك و أنها لم تحصل بتاريخ الحروب أن يقابل خطف جنديين بقصف دولة !، أكرر مرة أخرى نعم قد يكون هناك خسائر و لكن في المقابل هو أن إسرائيل بدأت بالرجوع و الانهزام عن لبنان ولا يخفى علينا خوفهم الشديد من المقاومة اللبنانية و هذا كفيل بحماية الوطن بل هو سبيل لوطن يسوده الأمان و يستطيع تعوض خسائره مع ضمان حريته واستقلاله و أمانه.

واذا رجعنا لموضوع طاولات الحوار فنظرة بسيطة لما حدث لسفن أسطول الحرية كفيل بأن يوضح مدى الإستعداد الإسرائيلي للحوار و التفاوض !

حقيقة لا أعرف كيف يفكر بعض العلمانيين بهذا التفكير ، هل لمجرد أن الحزب يحمل طابع ديني ؟!

لنرجع إلى الوراء قليلاً للخمسينات و الستينات هل تعرفون صاحب هذه الصورة ؟

إنه تشي جيفارا محبوب الكثيرين من العلمانيين و قد أشتهر بحمله للفكر الماركسي ، وهو مؤسس للثورة الكوبية عام 1959 هو و فيدل كاسترو ، كانت بداية ثورتهم على شكل حرب عصابات ثم توسعت ، حتى تم إسقاط الحكم الديكتاتوري في كوبا التي كانت بحكم الديكتاتور "باتيستا" ، إذا ناقشنا تلك الثورة فحتماً سنجد أن هناك زعزعة لأمن البلد و حروب و ما شابه و سنجد إزاله لحكم دولة و البدء بحكومة جديدة و انقلاب على الحاكم ، يعني نقدر نسميه حسب المصطلح العلماني الرائج في الكويت عن حزب الله بأنه أسس دولة داخل دولة ، و تلاها إنقلاب حتى يحول البلد من النظام الديكتاتوري إلى النظام الذي يراه الأفضل ، بل أنه لم يتوقف في كوبا بل سعا لنشر الحركات التحررية في الكونغو و بوليفيا و غيرها ، في الستينات ، مع ذلك ومع هذا العداء الكبير لحسن نصر الله ، عن نفسي لم أجد من الدكاترة و الكبار العلمانيين في الكويت من " يذم " هذا الرجل ! ، مع أن نفس التهم التي أطلقت على السيد حسن نصر الله ممكن إطلاقها عليه من أنه زعزع الأمن في البلاد و أقام دولة داخل دولة بل أنه زعزع الأمن بأكثر من بلاد لنشر فكره و حماية الشعب من جور الحكومات في ذلك الوقت ، و مع ذلك نجد صوره على "التيشيرتات" و السيارات و كصورة رمزية في المنتديات و المدونات ، أما السيد حسن نصر الله فقد وجدت أحد المدونات العلمانية تسب كل واحد حاط صورته بديوانيته ، سؤالي اهو ليش ؟؟ ، هل لأن السيد حسن نصر الله المدافع عن المسلمين و عن وطنه يحمل الطابع الديني الذي لا يحبه العلمانيين أو لأن تشي جيفارا كان شيوعي و ماركسي ؟ ، والإضافة الأخيرة هو أن بنفس اللقاء صرح السيد حسن نصر الله أن الحزب لا يريد الحكم إنما هو يسعى للإصلاح و الدفاع عن الوطن ! ، فلم يتم اتهام السيد حسن نصر الله بأنه يسعى لانقلاب و تدمير البلد و في نفس الوقت يتم تمجيد تشي جيفارا و تعليق صوره؟!

* ملاحظة هنا أنا لا أمتدح ولا أذم تشي جيفارا إنما أقارن موقف بموقف و حالة بحالة.

و شكراً و آسف على الإطالة :)

السبت، 5 يونيو 2010

يا ربي...

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلي على محمد و آل محمد


إلهي،،،

إنك قضيت على عبادك بعبادتك وأمرتهم بدعائك

وضمنت لهم الإجابة

فإليك يا رب نصبت وجهي

و إليك يا رب مددت يدي

فبعزتك استجب لي دعائي و بلغني مناي

ولا تقطع من فضلك رجائي

واكفني شر الجن و الإنس من أعدائي

يا سريع الرضا ، إغفر لمن لا يملك إلا الدعاء

فإنك فعال لما تشاء

يا من اسمه دواء و ذكره شفاء

وطاعته غنى

إرحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء

يا سابغ النعم ، يا دافع النقم

يا نور المستوحشين في الظلم

يا عالماً لا يعلم

صلي على محمد و آال محمد

وافعل بي ما أنت أهله

وصلي اللهم على محمد و آله الطيبين الطاهرين

* مقطع من دعاء كميل المروي عن الإمام علي عليه السلام

الاثنين، 17 مايو 2010

عظم الله لكم الأجر بوفاة الصديقة الطاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

عظم الله أجوركم بوفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها

عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم "فاطمة أم أبيها "

لعن الله قاتليك

جزيل الشكر للشاب حيدر المعاتيق على بنر المدونة

الجمعة، 22 يناير 2010

عظم الله لكم الأجر


السلام على الإمام المظلوم في حياته و بعد شهادته
السلام على إمام هدمت قبته و طمس قبره
السلام على إمام حورب و مازال يحارب حتى بعد شهادته
السلام على الإمام الذي قذف كبده في الطشت من شدة السم
السلام عليك يا ريحانة النبي
السلام عليك أيها المجتبى المظلوم
السلام على الحسن ابن علي عليهما السلام
لعن الله قاتلك و ظالمك على مر العصور و الأزمان يا مولاي
اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن أعدائهم و ارحمنا بهم