الثلاثاء، 6 يوليو 2010

المحور الثالث : تعدد الزوجات بين الرفض و التدليس !!

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين
.
>


بعد الفاصل اللطيف عن قانون الاحتشام و قائمة الوسط الديمقراطي أواصل معكم بحثي عن العلمانية و بعض آرائهم و أطروحاتهم خصوصاً في العالم العربي.

موضوع اليوم هو تعدد الزوجات و النظرة العلمانية لتعدد الزوجات ، يمكن في بعض من العلمانيين من يرى أن تعدد الزوجات صحيح بس آنه ليلحين ما شفت هالشي فالغالبية معارضين و في الغالب المعارضين أقسمهم لقسمين :

القسم الأول : هو من يرى أن تعدد الزوجات أمر غير عقلاني و غير منطقي و أدلتهم هي أن المرأة تحس بالإهانة لها و لأنوثتها من هذا الزواج كما أن الرجل لا يرضى لنفسه ان تتزوج امرأته أكثر من زوج فهذا هو رأي بعض الكتاب مثل نادين بدير التي أحدثت ضجة حول هذا الموضوع .

طبعاً أستغرب وضع غيرة المرأة كمبرر للتحريم فهو أمر متفاوت و هناك من النساء من يتقبل هذا الأمر و هناك ممن تأخذهم الغيرة التي تؤدي إلى شعورها بالإهانة فالموضوع غيرة لا أكثر ولا أقل و الغيرة أمر موجود و متفاوت مثل فكرة التعصب هو أمر موجود و متفاوت فالبعض يتعصب لفكره أو لدينه أو لعرقه أو لأفراد عائلته و هو أمر متفاوت أيضاً يعتمد على الشخص نفسه ، لذلك إذا قسنا موضوع الغيرة حتى على الأطفال خصوصاً في الأعمار من 3 إلى 7 سنين سنجد مثلاً أن الأخ الأكبر يغار من الأخ الأصغر و أحياناً يضربه ( أو يحذف عليه لعبة جنه ما يدري :) ) فهذا يحدث كثيراً بل يحدث في الغالب ، و الوالدين "الشطار" هم من يستطيعون التخفيف من هذه الغيرة عن طريق العدل بينهم و المعاملة بالمثل فإذا ضم الوالد الطفل الأصغر أمام الطفل الأكبر منه سناً بسنة أو بسنتين سنجد على الطفل الأكبر ملامح الغيرة فالأطفال ببراءتهم إلا أنه يتولد لهم هذا الشعور فيقوم الوالد بضم طفله الأكبر و مداعبته ، فكذلك الأمر بالنسبة للزوجات فبعضهن يصل بهن الأمر للعصبية و في غالب الأحيان يكون الأمر ليس مجرد غيرة بل لأن الزوج كان مقصر في حق إحداهن أو أهانها بالكلام مثلاً وهو ما يولد فعلاً الشعور بالحقد ، مثلاً إذا داعب الوالد طفله الأصغر و دائماً ينهر الطفل الأكبر سنجد تصرف عدواني من الطفل الأكبر باتجاه أخيه الأصغر و العكس صحيح ، و أيضاً بالنسبة لتعدد الزوجات العكس صحيح فهناك الكثير من " الشرايج" ممن أصبحوا صديقات ! و منهم من تقبل الأمر بشكل طبيعي ، فمسألة الغيرة مسألة نسبية تعتمد على عدل الزوج بين الزوجات و هو كحسن التصرف مع الأطفال في تربيتهم فقط لا أكثر ولا أقل ، و إذا كان الزوج يجرح شعور إحداهن أو لا يعدل بينهن فإنه خالف شرط تعدد الزوجات فطبيعي أن تحصل الخلاقات و تشعر المرأة بالإهانة.


فهل من المعقول أن يمنع العلمانيين إنجاب طفلين خلال أربع سنين لأنه هناك غيرة شديدة بين بعض الاطفال بسبب تصرف أهاليهم !! ، والله كل شي جايز :).

أما عن نقطة زواج المرأة من عدة رجال الذي ذكرته نادين بدير كنوع من التوضيح فهو أمر فعلاً سخيف ! ، لأن المسألة هنا ليست مسألة مشاعر فقط ، بل هو تفكك للأسرة و هو بالأساس بالأساس مخالف لشرط التعدد (إذا بناخذ نادين بدير على قد عقلها) فهو مخالف لشرط العدل ! ، فإذا حملت من أحدهم كيف تأدي واجبها تجاه البقية ؟ ، وفي الولادة و في وقت النفاس ، أم بالنسبة للرفض التام و الشديد من الرجال فهو من منطلق ديني فهي عرضه و هو من الكبائر في الدين،فطبيعي سنجد رفض شديد من الرجال ، ففعلاً و مع احترامي الشديد هو أمر سخيف !.

القسم الثاني : هناك أيضاً بعض المفكرين و الكتاب كمعروف الرصافي في كتاب الشخصية المحمدية الذين استنتجوا أن تعدد الزوجات حرام من القرآن الكريم فبالإطلاع على الآية الكريمة " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً"(1) و الآية الكريمة " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ"(2) سنجد أن الحكم قد علق بانتفاء شرط العدل في الآية الأولى و في الآية الثانية ينفي قدرة الرجال على العدل ولو حرصوا على ذلك وبناء على ذلك انتفت صحة تعدد الزوجات .

لن أطيل في الرد على هذا الإشكال البسيط و هو ليس إشكال بل تدليس ! ، فالرد على القسم الثاني هو مجرد كتابة الآية الثانية كاملةً " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" ، هل هو بحاجة للشرح ولا وصلت المعلومة؟ ، نظرة لكتب التفاسير ستوضح الأمر ، و إذا ما تبون تشوفون التفاسير فالآية واضحة بالأساس فإن الله سبحانه و تعالى يوجه الناس في كيفية العدل بين الزوجات و أن العدل هو ألا يكون أكثر الميل لواحدة و تصبح الأخرى كالمعلقة و أمر الله بالتقوى و الإصلاح مع الزوجات و الله غفور رحيم عن بقية الأمور التي لا يملكها الإنسان أو الأمور الغير متعمدة ، فالله سبحانه و تعالى يريد بنا اليسر لا العسر لكي لا يتصور الناس أن العدل هو أن تكون نسخة مسجلة لما فعلته عند زوجتك الأخرى ! ، فهنا يوضح الله سبحانه و تعالى كيفية العدل ولا ينفيه .


فإذا كانوا لم يقرأوا الآية أو لم يفهموها فلماذا يتحدثون عن جهل ؟ ، و إذا قرأوها وفهموها فلماذا التضليل و التدليس ؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النساء الآية 3

(2) سورة النساء الآية 129

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

الصراحة آنه كلما أقرا سلسلة مدونتك أنصدم فيهم أكثر

يعني تعدد الزوجات هذا شرع من الله وقانون من الله

والله قال بشرط العدل بينهم

حتى هذا بيعارضونه!!

الله يهدي الجميع

والله يوفقك


عجبتني هالعبارة : يحذف أخوه باللعبة جنه ما يدري :)

أكيد مجربها على أخوك أو مجربها من أخوك :)

Yousef يقول...

غير معرف

:)
لا مو مجربها على اخوي بس اشوف عيال عمي الصغار ، و أشوف اخوي ويا ولد اختي D:

وفي حقائق وايد موجودة و أسوأ من جذي ياية بالطريج في هذي السلسلة..

وفقكم الله لما يحب و يرضى و شكراً على التعقيب الطيب

Multi Vitaminz يقول...

الحمد الله ..!

أولاً مبروك على مدونتك الجميلة ..!

وبخصوص العلمانيين ليست حججهم كلها خطأ ولكن بعضها يمت للحقيقة والواقع ..!

وثانياً متمم لسلسلتك اقرأهذه الموضوع :
http://m-vitaminz.blogspot.com/2009/08/blog-post_1110.html

وشكراً

Yousef يقول...

فيتامين

الله يبارك في أخي الكريم

نعم ذكرت ذلك في أحد ردودي على أحد المعلقين أن لهم بعض المبادئ و الآراء صحيحة و هي ما أقرها الدين و لكني أناقش في هذه السلسلة بعض المآخذ على المنهجية العلمانية حيث انه منهج وضعي غير معصوم فيه الكثير من اللاعقلانية و الإلغاء للدين و كبت الحرية باسم الحرية :)

سأقرأ هذا الموضوع بإذن الله


و شكراً لمرورك من مدونتي و على تعقيبك الجميل...