الأربعاء، 26 مارس 2014

بين تصديق القرآن و تكذيبه

ردأً على المغردّ سفيد و مدونة الناهض
 

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أئمة التأويل
محمد و آله الطيبين الطاهرين
 

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين ، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرد، وولوج السمع، من قال به صدق، ومن عمل به سبق.

          قبل أيام جرى نقاش بيني و بين أحد المدونين و المغردين في تويتر ، أوردت حينها مثالاً حول تفسير القرآن بالقرآن ، الذي أسماه أهل البيت (ع) بـ (رد المتشابه إلى المحكم)، عندما قال الرضا (ع): (من رد متشابه القرآن إلى محكمه هُدي إلى صراط مستقيم)، وإذا أخذنا الرواية على محمل الجد مبتغين الهداية سيكون لزاماً علينا العمل وفق هديها، علماً أن هذه العملية التي يصطلح عليها بالتأويل، والتي ذكرت في القرآن الكريم كـ عنوان لعلم تفصيل الكتاب: (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بكِتاب فَصَّلْناهُ عَلى عِلْم هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْم يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إلاّ تَأْوِيلَهُ؟ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بـِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ) علماً أن هذه العملية تمر ضمن قواعد دقيقة محكمة، تقتضي رجوع ما تشابه من الكلمات والآيات والمعاني القرآنية إلى ما هو محكم منها وفق الأشباه اللفظية والمعنوية، أي إرجاع الآيات إلى بعضها البعض، وهكذا ترجع إلى مآلها، أي تأويلها، تلك العملية التأويلية التي مارسها النبي الأكرم (ص) وعلمها لأصحابه مرددأ (ص) في أكثر من موضع: (يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله ومولاتنا أهل البيت والتبري من أعدائنا أقواماً فيجعلهم قادة!) وقال (ص): (ما أنعم الله عز وجل على عبد بعد الإيمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله ومعرفة تأويله، ومن جعل الله له من ذلك حظاً ثم ظن أن أحداً لم يفعل به ما فعل به وقد فضل عليه فقد حقر نعم الله عليه) ، فتمثلت أمامنا الكثير من النماذج لأصحاب النبي العالمين بكتاب الله الراسخين في العلم كسلمان المحمدي رضوان الله عليه فقد تدرج وصعد سلم الإيمان مرقاة مرقاة حتى وصل إلى الدرجة العاشرة من الإيمان كما ورد عن أهل البيت (ع) و قالوا فيه: "أدرك سلمان العلم الأول و العلم الآخر و هو بحر لا ينزح ، وهو منا أهل البيت" و لو تأملنا في وصفهم (ع) للقرآن لوجدنا قول رسول الله (ص): "من أراد علم الأولين والآخرين فليقرأ (فليثور) القرآن"، فما كان سلمان بحر لا ينزح و ما أدرك علم الأولين و الآخرين إلا لأنه كان ترجماناً للقرآن، ألم يقل رسول الله (ص): (إِنَّ شِيعَتَنَا مَنْ شَيَّعَنَا، وَ اتَّبَعَ آثَارَنَا، وَ اقْتَدَى بِأَعْمَالِنَا) ؟! فهذا سلمان المحمدي من أول المتتبعين لآثار النبي (ص) عندما وصف للمسلمين طريق الهداية: ( من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هُدي إلى صراط مستقيم )، فأين أنتم من مشايعة أهل البيت واتباع آثارهم والاقتداء بأعمالهم، ألم يكونوا تراجمة للكتاب؟ فأين أنتم من الاقتداء بهم؟!!

          إن التأويل كعلم ومنهج رباني ليس كما يصوره بعض المفترين بأنه عمل بشري عشوائي لا معنى له وإلا لما دعى النبي (ص) لتعلمه ولا مدح الذين يتعلمونه بل فرض التعلم والتعليم فريضة على المسلمين فوضع المؤمن بين حالتين: إما تعلم القرآن أو تعليمه، عندما قال: (لا ينبغي للمؤمن أن يموت حتى يكون في تعلم القرآن أو تعليمه). ولقد قدم الرسول (ص) مثالا شارحا للتأويل يعكس انضباط المنهج الذي أسسه وعدم عشوائيته، ففي الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: ( لما نزلت هذه الآية " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على الناس فقالوا: يارسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح " إن الشرك لظلم عظيم " ، إنما هو الشرك) . فكلمة (الظلم) في الاية الأولى تعني الشرك، فتشابه معنى اﻵية على السائلين، كما يدل عليه سوء فهمهم لوجهها، دعا الرسول لان يردها الى النظير المحكم: (إن الشرك لظلم عظيم). فالآيتان تلتقيان في كلمة (الظلم)، وتعرف الثانية الظلم بالشرك، فصار المعنى المحكم من التقاء الآيتين يقضي: (ان الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم - أي بشرك - أولئك لهم الأمن.)


          لقد طرحت على المغرد الذي يحادثني المثال التالي مقتدياً ومهتدياً بالنبي محمد (ص) قائلاً: إذا تسائلنا ( ما هو تفسير الضالين في كتاب الله ؟ ) و تتبعنا آياته المباركة تتحصل لدينا معاني ووجوه كثيرة منها ( إن الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون )، لتصبح ( الضالون ) كلمة تعني من كفر بعد إيمانه وازداد كفراً، وتساءلت حينها (هل هذا التفسير لكلمة الضالون من الله جل وعلا أم من رأيي؟)، و سألته (هل يصح ذلك أم لا؟)، فأتى جوابه الصادم بأن (ما تقوم به - من تتبع لآيات القرآن الكريم عن طريق كلمة (الضالين) بغية الكشف عن مصاديقها القرآنية، ومعرفة معنى الضلال وصفات الضالين قرآنياً-  هو ضرب الكتاب بعضه ببعض!!) فهل يعقل أن ينطق من لديه أدنى اطلاع على التراث النبوي بهذا الكلام؟ والأدهى من ذلك والذي يدل على أن محدّثي إما جاهل أو متعنت، أنه اختار أن يستدل على رأيه المخترع بإيراد هذا الشاهد:


( روى الشيخ الصدوق في "معاني الأخبار" عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر.

وقال الصدوق رحمه الله: سألت ابن الوليد عن معنى هذا الحديث فقال: هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى)

          فاستغربت من هذا الرد ممن كنت أعتقد بأنه شخص ذو علم و معرفة فعلقت (بأنه ما هكذا تورد الإبل!)، إذ أن المعنى المراد من الرواية الشاهد يأتي على عكس ما يستدل به، بل هي تؤيد تفسير القرآن بعضه ببعض وتنفي غيره من التفاسير القائمة على الرأي والتي لا تنسجم مع آيات الكتاب، خاصة الاكتفاء بأدوات اللغة - الغير منضبطة -، إن تفسير القرآن ببعض يعني أن تأتي بآية فيتبادر إلى ذهنك سؤال عنها، وتبحث عن آية أخرى تجيب على سؤالك وذلك بالاحتكام للأشباه اللفظية والمعنوية، وهنا فالعملية التي قمت بها هي الاتيان بشاهد من الكتاب يفسر نفسه، وهذا البحث يأتي في ضمن تتبع الآيات ومصادقتها ببعض، وكلما جيء بشواهد أكثر كلما ثبتت صحة النتيجة المحصلة عن تتبع الآيات، وواضح أن ما روى الشيخ الصدوق يشرح ممارسة أخرى مختلفة لا تنسجم وطبيعة التصديق، وهي أن تقوم بالتفسير بالرأي واتباع المتشابه دون المحكم وفقاً لآرائك وأهوائك التي توافق مذهبك، وتحتكم لأدوات اللغة وتترك الاحتكام لآيات الذكر نفسها، فتأتي بنتيجة تناقض سائر آيات الكتاب، فتضرب بعضه ببعض، ثم تخلط التفاسير التي جئت بها - من اجتهادك دون استقراء آيات الكتاب ومصادقتها- بعضها ببعض! فيولد حينها التضارب و التناقض حين يشق رأيك طريقه للتفسير "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"، فلا يمكن بعد هذا أن نقول إلا أن التفسير الذي يأتي بنتائج منسجمة مع سائر آيات الكتاب هو التفسير الحقيقي الذي لا يشوبه كفر، وما التفسير من دون تصديق الآيات بعضها ببعض إلا ضرب من الكفر! فهل قدم التفسير المكتفي بأدوات اللغة من نحو وبلاغة والمستعين بمعاجم العرب ودواوينهم الشعرية إلا مزيداً من الفجوة بين المسلمين وقرآنهم، بل ومزيداً من البعد بينهم وبين بعض كمذاهب؟ وهل أنتج إلا مزيداً من التأويلات الضالة التي تأخذ بعين الاعتبار فقط الذوق الشخصي للباحث؟ وأكبر مثال يشهد على ذلك هي آية الوضوء التي قدم البحث اللغوي فيها مزيداً من النفور بين المذاهب! فعن أي تفسير للقرآن تتحدثون إذا نفيتم ردّ آياته بعضها إلى بعض؟

          ونتيجة لاطلاعي على ما جاء في الكتب حول التأويل وتفسير القرآن بعضه ببعض،  طلبت من المغرد مراجعة أقوال العلماء التي هي حجة عليه ، و اقتبست له كلام الطباطبائي في تفسير الميزان حول هذا المعنى الذي استدل به

( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج على قوم يتراجعون في القرآن وهو مغضب فقال: بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضرب الكتاب بعضه ببعض قال: وإن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به.وفيه أيضا وأخرج أحمد من وجه آخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوما يتدارئون فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وانما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا - وما جهلتم فكلوه إلى عالمه.

          أقول والروايات كما ترى يعد ضرب القرآن بعضه ببعض مقابلا لتصديق بعض القرآن بعضا وهو الخلط بين الآيات من حيث مقامات معانيها والاخلال بترتيب مقاصدها كأخذ المحكم متشابها والمتشابه محكما ونحو ذلك.  )

ليتضح من خلال الشاهد الأخير المذكور في الميزان أن الروايات تفرق بصراحة بين (ضرب القرآن بعضه ببعض) وبين (تصديقه بعضه ببعض)، فلو كان المحاور منصفاً لما أشكل علينا برواية ضرب القرآن بعضه ببعض وترك سيل من الروايات تتحدث عن ( تصديق القرآن بعضه ببعض )، لكني أرى أنه ومع الأسف فضّل أن يشكل علينا بذلك بدلاً من أن يسأل بكل موضوعية السؤال الذي ينبغي أن يطرح من كل من يجهل المنهجية: (كيف يصدق القرآن بعضه بعضاً؟). لقد زاد الطباطبائي إيضاحاً لتعليق الشيخ الصدوق بقوله: (ضرب القرآن بعضه ببعض... هو الخلط بين الآيات من حيث مقامات معانيها والاخلال بترتيب مقاصدها كأخذ المحكم متشابهاً والمتشابه محكماً...) ، وهكذا يتوضح أن الضرب هو خلط المتشابه بالمحكم، ونحن في التبيان ندعو وبكل وضوح للتمييز بين المتشابه والمحكم وإرجاع الأول إلى الأخير كما أمرنا رسول الله (ص)، وأما الآن وقد انكشفت جهالته قفز يقارن بين المنهجين، متناسياً أن المنهج الذي أتحدث عنه هو آلية متكامله لها قواعدها وضوابطها وحدودها، متعامياً عن بطلان تفسيره مدعياً أنني أختبئ و أتمترس وراء منهج العلامة الطباطبائي، وللتوضيح والتأكيد أقول أنه قد يجهل هذا الشخص - وغيره من المتمترسين خلفه - أن منهج التأويل قائم بذاته معضود بأدلة من القرآن الكريم و أئمة التأويل أهل البيت عليهم السلام، ولا يحتاج إلى الإختباء وراء كائن من كان، لقد أراد المغرد أن يعلو على الحقيقة في قبال سيل من النصوص المؤيدة للتأويل منهجاً قرآنياً أقره النبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وبدأ يستصغر ويسفه كل ما أورده له، متناسياً أنه بعناده يعارض صريح روايات أهل البيت (ع)، وإلا فكيف يشرح قول النبي الأكرم (ص) والإمام الرضا (ع): (من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم)؟ وإذا لم يكن عندهم جواب، وإني متأكد أنهم لا يملكون جواباً، فلماذا يستنكرون علينا أن قلنا ربنا الله وآمنا بمنهجية النبي (ص) التي أقرها وارتضاها الله سبحانه؟ وما فاتني أن أسئله هذا السؤال بالطبع لأستفهم منه: (كيف يمكن رد المتشابه للمحكم؟)، (وهل يكون الردّ سوى بتفسير الآية المتشابهة بالآية المحكمة و الآية المجملة بالآية المفصلة؟)، لكنه لم يحِر جواباً و ما أظنه سيجيب لأنه أدرك عظم الخطأ الذي أوقع نفسه فيه.

          ثم إني أطلب منه الآن مرة أخرى الرجوع والاطلاع على موضع الشاهد الذي جاء هو به فرحاً جذلاناً يحسب أنه قام بفتح عظيم! وأذكره أن يعرض تعليقات العلماء الذين هم حجة عليه مؤيدين منهجية تفسير القرآن بالقرآن، مستنكرين عليه فهمه الضحل، فالشاهد الذي جاء به محدّثي المغرد من كتاب (معاني الأخبار) للشيخ الصدوق، والذي أراد أن يقنع ويخدع القراّء به، هو شاهد يقتصر على تكريس المتشابه في الأذهان على عمد، وهو يعلم كل العلم أنه لو عرض شرح الشيخ محمد تقي اليزدي لكلام الصدوق لما أفلت من الحجة الدامغة عليه، ولكن يبدو أنه عوّل على العصبية العمياء أو الجاهلية الأولى التي أدت بمجموعة من الناس أن تصدق

الشيخ محمد تقي اليزدي الذي وضح فيه كلام الصدوق وتعليقه على الرواية:

( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لِيَ أَبِي ع مَا ضَرَبَ رَجُلٌ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ‏ بِبَعْضٍ‏ إِلَّا كَفَرَ.

و سألت محمد بن الحسن رحمه الله عن معنى هذا الحديث فقال هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى‏.

ضرب القرآن بعضه ببعض كما يستفاد من روايات أخر هو أن يأخذ الرجل ببعض الآيات المتشابهة التي ربما يوافق ظاهرها- في نفسها مع قطع النظر عن سائر الآيات- مذهبه الفاسد و يأول سائر الآيات على طبقها و يحملها عليها دون ان يتدبّر فيها و يفسّرها بسائر الآيات قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً و لعلّ هذا مراد محمّد بن الحسن ابن الوليد شيخ المؤلّف حيث قال في جوابه: هو أن تجيب الرجل .... )

          فهل ما زال هناك شك أن منهجية تفسير القرآن بالقرآن المصطلح عليها بالتأويل هي منهجية ربانية؟ وهي المنهجية التي تدعو إلى التدبر والتأني وتتبع الآيات واستقراء القرآن وفق آلية مشروحة ومستوفاة يمكن للقارئ الرجوع إليها في كتاب (التأويل منهج الاستنباط في الإسلام - الشيخ أحمد البحراني)، وهل هناك من يشك أن كل تفسير لا يقوم على استقراء آيات الكتاب هو تفسير بالرأي صاحبه يهوي أبعد من السماء؟

          ثم ابتلينا بعد خمسة أيام بأحد المهرجين ينشر مقالاً يطعن بمركز التبيان لتأويل القرآن، يعتمد فيه على الحوار الذي دار بيني وبين المغرد الجاهل، ويطرح ما يسميه بالوجوه التي يتحدى فيها أن يُردّ عليه، ويكرر الاتهام المزعوم بالتخفي وراء منهج الطباطبائي و العلماء وأننا ندعي أن منهجنا يشبه منهجه و أننا استغنينا عن روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، و لا يعلم هذا الكاتب الذي نشر مقاله في مدونة رخيصة - تسمى بـ مدونة الناهض- أنه إنما يناهض الله ورسوله عندما يأتي بكيل من التهم ليس فيها قبس من نور القرآن ولا من ضياء العترة، ولعل جولة سريعة في عناوين المدونة تدعو العاقل إلى الاشمئزاز من حجم العداوة والخصومة الفكرية التي يتبناها صاحب المدونة المتطرف! ثم وبعد كل التدليس المخزي يأتي ويختم مقاله كما أراد له صديقه المغرد برواية ضرب القرآن بعضه ببعض التي علق عليها الشيخ الصدوق، وطبعاً دون إيراد شرح الشيخ اليزدي كذلك !! فليت الكاتب قرأ أو تأكد قبل أن يفضح جهله هو الآخر !

          فهل سنعود مع هؤلاء إلى اللبنة الأولى من الجاهلية والتي اقتلعها النبي (ص) ألا وهي العصبية ؟ وهل سيوافق أمثال هؤلاء على أن يعود الشعر ديواناً للعرب كما أريد له، فيكون هو المهيمن على كلام الله بدلاً من أن يكون كلام الله سبحانه مهيمناً على كل شيء؟

          أتم مقالي بتأكيد وتثبيت هذه الأسئلة العلمية التي لم يجيبوها، وأنا بانتظار الإجابة:

          1) ما هو المتشابه و ما هو المحكم؟

          2) وكيف تكون عملية رد المتشابه إلى المحكم المذكورة في هذه الرواية (من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم

          3) وما هو تفسيرهم لقول الإمام (هدي إلى صراط مستقيم) وهل تحرز الهداية بالظن ؟

         

          ونسأل الله التوفيق