الأربعاء، 30 يونيو 2010

ضحكتونا بعز الصيف يالوسط


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

بينما كنت جالساً اليوم في الكفيتيريا أقضي وقت فراغي بقراءة أحد الكتب ، جاء أحد الطلاب مقاطعاً لحظات المودة التي أعيشها و أنا "مندمج" بالقراء قائلاً السلام عليكم قلت و عليكم السلام و إذا هو شاب (داق باج قائمة الوسط الديمقراطي) بابتسامة عريضة يمد لي يده ليعطيني النشرة أو البروشور الجديد لقائمة الوسط ، طبعاً أول شي كنت متوقع ان النشرة راح تتكلم عن قانون منع الإختلاط لأنهم ذابحينا فيه كل كورس نشرة عن هالقانون ، المهم طلعت السالفة مو منع اختلاط فالبروشور كان بعنوان ، "لسنا ضد الإحتشام .. ولكن ؟! كفاكم وصاية " .



بدأت بتصفح النشرة ، فوجدت أنها تتكلم عن القانون الذي تم إقراره و الذي ينص على عدم جواز لبس الطالب أو الطالبة الشورت أو التنورة القصيرة ، إلى آخر القانون طبعاً شخصيا فرحت لمثل هالقانون لأن فعلاً قاعدين نشوف "مسخرة" بمعنى الكلمة من الجنسين ، طبعاً عارضت قائمة الوسط القرار كونه غير دستوري و غير نابع من الشريعة الإسلامية ( من وين يابوا هالحجي الله أعلم !! ) فتفضلوا بقراءة الكتاب الذي أرسلوه لعمادة الجامعة و بعدها سأكمل حديثي ...

نتقدم نحن مجموعة من طلبة و طالبات جامعة الكويت بطلب إلغاء قرار اللباس المناسب ، ذلك أن القرار جاء مخالفاً لدستور دولة الكويت (المادة 30 : الحرية الشخصية مكفولة )من جهة ، إضافة إلى أن الضوابط التي وضعت لم نجد لها مرجعاً لا في الدستور الكويتي و لاديننا الحنيف ، كما تجدر الإشارة إلى أننا نقدر حرص الإدارة الجامعية على أن يلتزم طلبتها بارتداء ما يليق بالحرم الجامعي و يتناسب مع الآداب العامة للمجتمع الكويتي ، إلا أن إقرار مثل هذه القرارات و بآلية غير قابلة للتطبيق تفقد القانون هيبته في حال عدم الإلتزام بها ، و إن الحلات المعنية في هذا القرار هي حالات فردية لا تحتاج لتوصية ترفعها لجنة العمداء لكي تقرها الإدارة الجامعية و يمكن معالجتها بأكثر من وسيلة ، فهذا القرار رسم صورة سيئة لطلبة أعلى صرح أكاديمي في دولة الكويت حيث أن القرار خص الطلبة و الطالبات فقط و لم يخص أعضاء هيئة التدريس و موظفي الإدارة الجامعية ،ان هذا القرار يحتوي على الكثير من المثالب فيرجى من سيادتكم إعادة النظر فيه ، وراجين منكم قبول فائق الإحترام و التقدير.


طبعاً ما إن انتهيت من قراءة هذا المنشور والكتاب المرفق معه لإدارة الجامعة إلا وجدت الإبتسامة اللاإرادية تعلو محياي و لسان حالي يقول بل يصرخ " من صجهم ولا يتغشمرون " ، تكفا تتبعوا معاي نص الكتاب اللي ذكرته ! ، أول شي يقولون ان هالقانون ضد الحريات و ضد الدستور الذي كفل لنا الحرية الشخصية ، و الذي يبين و بوضوح اعتبارهم للبس القصير و "المسخرة" كما سميتها سابقاً حرية شخصية ، ثم يسترسل قائلاً أنه يقدر حرص الإدارة على يلتزم طلبتها بما يليق بالحرم الجامعي و إن المقصود من هذا القرار حالات فردية لا تستلزم وضع قانون بل يمكن معالجتها بأكثر من وسيلة ! ، يا جماعة أحد يقولي شلون يمكن معالجتها؟ ، شنو الوسيلة الأمثل يا أعضاء قائمة الوسط ؟ ، صج حاولت أفكر بحلول والله جد مالقيت غير ان يحطون قانون يمنع ارتداء هذا اللباس ، إلا إذا من الحلول المقترحة إن الطالب اللي لابس شورت أو الطالبة اللي لابسة قصير يعطونهم وزار قبل لا يدشون الكلية فهذا شي ثاني ؟!! :) ، ثم نجد شبه مطالبة من الذين كانوا يطالبون بإلغاء القانون بتعميم القانون على أعضاء هيئة التدريس و الموظفين في الجامعة !! ، ألحين شلون باول الكتاب تقولون حرية شخصية و آخر الكتاب تقولون عمموا القرار حتى على أعضاء هيئة التدريس ، فبعرف شنو المطلوب بالضبط ألحين ؟! تبون تلغونه ولا تعممونه ؟ ! ، طبعاً نقطة إن القرار ليس له مرجعية لا في الدستور ولا في الدين الحنيف فأقول بطلوا عيونكم عدل وشوفوا الآية "ولا تبدوا زينتكم إلا لبعولتكم ولا تتبرجوا تبرج الجاهلية" خو بعد الجامعة بس قالو لا تلبون قصير ما فرضت الحجاب و العباية على كل وحدة و الدشداشة أو البنطلون و التيشيرت الوسيع على كل واحد، و ملاحظة آنه مؤيد لكم و بشده أن يعمم هذا الموضوع على أعضاء هيئة التدريس بالجامعة و الموظفين و بجذي القرار ما راح يسيء للطلبة على قولتكم بس عاد لما يطلعون هالقرار و يعممونه على الكويت لا تقولون كبت للحريات و أعطونا حريتنا ، لأن صج راح تفشلون روحكم ، صج تناقض عجيب ! .

ودام انكم مو ضد الإحتشام على قولتكم عيل شحقة معترضين و مسوين نشرات و ندوات و حالتكم حالة ؟

بس الصراحة يعطيكم ألف عافية ضحكتونا و كثروا منها خصوصاً ألحين احنا بالكورس الصيفي و حر و ضيقة خلق :)

الاثنين، 21 يونيو 2010

المحور الثاني : هل هي فعلاً الحل ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

قبل أن أدخل في المحور الثاني من بحثي أفضل أن أضع لكم تعريف موجز عن العلمانية حتى يسهل فهم المحور الثاني ، فالمحور الأول لم يكن يحتاج لشرح معنى العلمانية لأنه يناقش رأي فقط ، أما المحور الثاني فسيكون بإذن الله أكثر غزارة .

الكثير منا يعرف العلمانية على أنها فصل الدين عن الدولة فقط وهذا ما يتفق عليه جميع العلمانيين و الذي انطلقت منه بعض الشعارات كـ"الدين لله و الوطن للجميع" وغيرها و لكن العلمانية لها مفهومين ، و هنا أقصد المتبعين للمنهجية العلمانية ينقسمون إلى قسمين:

1) العلمانية الشاملة : فصل الدين عن الحياة و من ضمنها الحياة الشخصية ، و حسب اعتقادي الشخصي أن هذا النوع هو الذي نتج عنه " اللادين" أو "الإلحاد".
2) العلمانية بمفهومها الضيق (العلمانية الجزئية): فهي فصل الدين فقط عن سياسة الدولة.

كما مرت العلمانية الشاملة منذ بدايتها بالمراحل التالية:

مرحلة التحديث :
اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، ولذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل والاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقيّة ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة.

مرحلة الحداثة:
هي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق آثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة.

مرحلة ما بعد الحداثة :
في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرّر إلى قضايا البيئة والإيدز وثورة المعلومات، وتضعف المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل الأسرة، لتحل محلها تعريفات جديدة للأسرة مثل رجلان وأطفال أو امرأة وطفل أو امرأتان وأطفال، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت والمعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل في مجال الهندسة الوراثية.
المصدر

و الآن سأبدأ بتناول المحور الثاني : هل العلمانية فعلاً هي الحل ؟؟


من الشعارات المنتشرة أيضاً في المدونات العلمانية هو هذا الشعار :

أحببت تعريف الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري للعلمانية وهو كما يقول : العلمانية هي فصل مجمل حياة الإنسان عن جميع القيم الإنسانية ، و الأخلاقية و الدينية بحيث يتحول العالم إلى مادة استعمالية يوظفها القوي لحسابه .

أقول لا فض فوك يا دكتور على هذا التعريف و لمعرفة مصداقية هذا التعريف لننظر إلى تاريخ الدول العلمانية منذ نشأة العلمانية و حتى وقتنا الحاظر ، فلا أحد ينكر أن الإستعمار كان تحت قيادة الدول العلمانية كفرنسا مثلاً و أن هذا الإستعمار ساهم في إبادة الكثيرين ، فأين القيم و الأخلاقيات في استعمار الدول ؟ ، حتى ما يحدث الآن لمحاربة الحجاب وقمع للحريات بإسم الحرية في نفس تلك الدول التي بدأت بالإستعمار ، فالصور و الشواهد تملاً الشبكة العنكبوتية في محاولات فرنسا مثلاً لمنع الحجاب بل و يجب على الطالبات خلع الحجاب قبل الدخول للحرم الجامعي ، كل هذا لأن النظام العلماني يهمش الدين و يجعله فقط في حدود المسجد و المنزل و إذا كان الدين يحث على الحجاب أو مجرد إعتقاد شخصي يحث على النقاب و القانون الذي صدر من الدولة العلمانية يمنع ارتداء الحجاب و النقاب فيكون لسان حال تلك الدولة التي وضعت هذا القانون "طز فيك انت و معتقدك الشخصي ما دام ذلك المعتقد لا يوافق رغبة الدولة العلمانية" ! للأسف حتى بعض المدونات التي تتكلم باسم الحرية تصف المنقبات بالقذارة و أخرى بالحشرات و أخرى تصف الحجاب بالسجن و"الزبالة" أجلكم الله ، رغم إعتقادي الشخصي بأن النقاب ليس فرض ديني لكن من المعيب وصفه بالقذارة خصوصاً إذا كان نفس الشخص ينادي بالحريات الغير محدودة ، و في نفس الوقت نجد هؤلاء من يصفون المرأة السافرة و من ترتدي زي يخدش الحياء ( على الأقل بالنسبة لي ) بالمتحضرة و المتحررة من القيود و العصرية المنفتحه ، و في المقابل يتهمون الدين الإسلامي بأنه يكبت حرية المرأة و يسجنها ، و أننا ننظر للمرأة كجسد ، أقول : من فينا ينظر للمرأة كجسد ؟ ، المقارنة جداً واضحة وفيها الإجابة على سؤالي ، ولدي سؤال آخر أيضاً في نفس الموضوع ، ماذا نريد من المرأة بالتحديد عقلها و عملها أم منظرها و شعرها و جسدها ؟ .

ما ذكرته في الفقرة السابقة مجرد مثال على أن الدولة العلمانية ليست مجرد فصل الدين عن الدولة ، إنما هي فصل الإنسان عن القيم و المبادئ و الأخلاقيات ، فطالما كان الإنسان منتجاً أو بمعنى أفضل ما دامت تلك المادة الإسعمالية متوفرة فـ"مالنا شغل بتأثيره بالمجتمع أخلاقياً و سلوكياً " ، فحتى في كبرى الدول العلمانية من يريد أن ينتمي لتلك الدول عليه أن يرمي هويته الدينية و قيمه و ثوابته في المنزل ، فبالتالي نجد أن الحياة العامة و المجتمع و سلوكياته يسيطر عليها السوق (الذي سبق و ذكرناه في تعريف الحداثة) و يسيطر عليها مؤسسات خالية من القيم الإنسانية، فلا يمكن للإنسان يعيش ضمن هويته الخاصة في مجتمعه ، و ذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري مثالاً جميلاً عن التلفزيون (الإعلام) الأمريكي المعادي للفطرة الإنسانية بل يخلو من أي قيم و مبادئ.

فالدولة العلمانية تصدر أحكامها و تشريعاتها و فقاً للمعايير و المقاييس المادية التي كما ذكرت بعيدة عن القيم الإنسانية و لا ننسى أن هذه المعايير أخرجت لنا في يوم من الأيام دولة تقتل المعاقين و المسنين لأنهم بنظر تلك الدولة غير منتجين في المجتمع و لأنهم عالة على المجتمع كما يعتبروهم و هي الدولة النازية ، و هنا أنا لا أقول أن الدولة النازية هي دولة علمانية كما ينظر للدولة العلمانية في الوقت الحالي لكن سياستها في التشريع وفق المعايير المادية هي العلمانية بعينها ، وهو ما قصده الدكتور بتحويل الإنسان إلى مادة استعمالية يوظفها القوي لحسابه.

فالخلاصة هنا أردت القول بأن الأمور لا تحل كما يقول المثل الكويتي " يا كله يا خله" أي أن الأمور لا تحل بالتزمت و التشدد الديني الذي يأتي بأحكام خارجة عن الدين أصلاً نتيجه لهذا التزمت ، ولا يأتي بإصدار قوانين تدعو للتحرر من القيم و من الهوية و من الأخلاقيات و بناء على ذلك يصدر تشريعات وفقاً لمعايير مادية تعتدي على الإنسان و على حرية الإنسان و على الأديان التي يدعي النظام العلماني حمايتها.


يتبع ،،،




الاثنين، 14 يونيو 2010

مقاومة..دولة داخل دولة .. ثم ماذا بعد ذلك؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

خلال بحثي في المدونات الكويتية و متابعة المقابلات التلفزيونية لعدة من الشخصيات الليبرالية "العلمانية" الكويتيين ، و حاولت أن أحصر بعض النقاط التي كانت هي المحاور التي يتحدثون عنها في أغلب الأحيان ، و سأحاول إن شاء الله ، ذكر هذه النقاط بعناية و منقاشتها في بحث منفصل لكل محور إن شاء الله تعالى...

المحور الأول : و هو عنوان هذا البوست المقاومة الإسلامية المتمثلة في حزب الله و القائد المحنك السيد حسن نصر الله ، في الحقيقة هناك من الليبراليين من أصبحوا متطرفين و متعصبين لفكرهم حيث لا تستطيع التفريق بين هذا الليبرالي ، و أي متطرف آخر من أي حزب أو مذهب أو دين ، ينادي بحرية الرأي و حرية التعبير ، فيتجاوز بحريته المزعومة إلى حد أقل ما يقال عنه وقاحة ! ، نعم فعندما يترك كل ما يتشدق به و يلح عليه من احترام وجهات النظر تجده يتعرض للشخص بذاته ويسيء له بشخصه لا أن يناقشه أو يطرح وجهة نظره المخالفة بكل موضوعية ، لذا سأقدم لكم نموذج توضيحي ( تفضلوا بقراءة هذا المقال في أحد المدونات الكويتية التي تكلمت عنها) ، العجيب أن البعض منهم أصبح يملك صكوك غفران على الطريقة الليبرالية و يخرج كل من اختلف معه في الرأي من الفكر الليبرالي بوصفه متلبس بلباس الليبرالية ! ، والطامة الكبرى عندما نجد تعليق الأخ سفيد على نفس الموضوع و كيف رد عليه صاحب الموضوع بأن نصر حامد أبوزيد لا يعتبر ليبرالياً فقط لأنه يؤيد حزب الله ، و معروف نصر حامد بوزيد بطعنه بالقرآن و بالرسالة السماوية و هذا ليس محور بحثنا الآن .


نأتي للموضوع الرئيسي و هو حزب الله و المقاومة والسيد حسن نصر الله ، كثير من المفكرين العلمانيين من يصف هذه المقاومة الإسلامية " بدولة داخل دولة " ، و البعض من يزعم بأن هناك خطر كبير بوجود هذه المقاومة داخل لبنان حيث أنه بمجرد حدوث صدام بين الحكومة و هذا الحزب الخطر كما يصفونه فسيصبح انقلاب عظيم و حرب أهلية كما حدث في السابق و التي اشتهرت باسم حرب 7 أيار ، و هنا كي لا أكثر الكلام في هذ الموضوع أضع بين يديكم رد السيد حسن نصر الله على هذا الموضوع ثم نواصل بحثنا في هذا المحور :




يفضل بعض الحاملين للفكر العلماني أن يكون التفاوض مع إسرائيل على طاولة حوار و هو الأمر الأمثل لنا في الوقت الحالي حسب وجهة نظرهم ، و في الحقيقة أستغرب من القائلين بهذا الموضوع حيث أن الشاهد الأكبر و الدليل الأكبر على فشل هذه الحوارات بأن القضية الفلسطينة لها عشرات السنين و هي تحت المفاوضات و الحوار و الدراسة ، ولكن ما النتيجة ؟ ، شعب مشرد حصار قتل.... إلخ ، و لننظر للمقاومة اللبنانية التي كسرت هذا الإحتلال و أرجعته أدراجه خائباً حيث كانت المرة الأولى التي تكسر بها إسرائيل و تهزم و لم يكن لهم نصر على لبنان بعد ذلك النصر .

بالطبع هناك آراء مثل راي الدكتورة ابتهال الخطيب و مؤيديها بأن خروج إسرائيل من لبنان لا يعد نصر ! ، فلننظر للخسائر التي حلت في لبنان فهناك سياحة قتلت و اقتصاد انهار و خسائر في الأرواح ، أقول : نعم هناك خسائر لكن لننظر أولاً من الطرف الذي يجب توجيه اللوم عليه ؟ "ولنشاهد تصريح حزب الله عن ما حصل" من أسر جنديين مقابل الأسرى اللبنانيين أو من قابلهم بالقصف و تدمير الدولة ! ، السيد حسن نصر الله ذكر بأنه لو كان يعلم بأن خطف الجنديين سيؤدي إلى ما حصل من دمار لما قام بذلك و أنها لم تحصل بتاريخ الحروب أن يقابل خطف جنديين بقصف دولة !، أكرر مرة أخرى نعم قد يكون هناك خسائر و لكن في المقابل هو أن إسرائيل بدأت بالرجوع و الانهزام عن لبنان ولا يخفى علينا خوفهم الشديد من المقاومة اللبنانية و هذا كفيل بحماية الوطن بل هو سبيل لوطن يسوده الأمان و يستطيع تعوض خسائره مع ضمان حريته واستقلاله و أمانه.

واذا رجعنا لموضوع طاولات الحوار فنظرة بسيطة لما حدث لسفن أسطول الحرية كفيل بأن يوضح مدى الإستعداد الإسرائيلي للحوار و التفاوض !

حقيقة لا أعرف كيف يفكر بعض العلمانيين بهذا التفكير ، هل لمجرد أن الحزب يحمل طابع ديني ؟!

لنرجع إلى الوراء قليلاً للخمسينات و الستينات هل تعرفون صاحب هذه الصورة ؟

إنه تشي جيفارا محبوب الكثيرين من العلمانيين و قد أشتهر بحمله للفكر الماركسي ، وهو مؤسس للثورة الكوبية عام 1959 هو و فيدل كاسترو ، كانت بداية ثورتهم على شكل حرب عصابات ثم توسعت ، حتى تم إسقاط الحكم الديكتاتوري في كوبا التي كانت بحكم الديكتاتور "باتيستا" ، إذا ناقشنا تلك الثورة فحتماً سنجد أن هناك زعزعة لأمن البلد و حروب و ما شابه و سنجد إزاله لحكم دولة و البدء بحكومة جديدة و انقلاب على الحاكم ، يعني نقدر نسميه حسب المصطلح العلماني الرائج في الكويت عن حزب الله بأنه أسس دولة داخل دولة ، و تلاها إنقلاب حتى يحول البلد من النظام الديكتاتوري إلى النظام الذي يراه الأفضل ، بل أنه لم يتوقف في كوبا بل سعا لنشر الحركات التحررية في الكونغو و بوليفيا و غيرها ، في الستينات ، مع ذلك ومع هذا العداء الكبير لحسن نصر الله ، عن نفسي لم أجد من الدكاترة و الكبار العلمانيين في الكويت من " يذم " هذا الرجل ! ، مع أن نفس التهم التي أطلقت على السيد حسن نصر الله ممكن إطلاقها عليه من أنه زعزع الأمن في البلاد و أقام دولة داخل دولة بل أنه زعزع الأمن بأكثر من بلاد لنشر فكره و حماية الشعب من جور الحكومات في ذلك الوقت ، و مع ذلك نجد صوره على "التيشيرتات" و السيارات و كصورة رمزية في المنتديات و المدونات ، أما السيد حسن نصر الله فقد وجدت أحد المدونات العلمانية تسب كل واحد حاط صورته بديوانيته ، سؤالي اهو ليش ؟؟ ، هل لأن السيد حسن نصر الله المدافع عن المسلمين و عن وطنه يحمل الطابع الديني الذي لا يحبه العلمانيين أو لأن تشي جيفارا كان شيوعي و ماركسي ؟ ، والإضافة الأخيرة هو أن بنفس اللقاء صرح السيد حسن نصر الله أن الحزب لا يريد الحكم إنما هو يسعى للإصلاح و الدفاع عن الوطن ! ، فلم يتم اتهام السيد حسن نصر الله بأنه يسعى لانقلاب و تدمير البلد و في نفس الوقت يتم تمجيد تشي جيفارا و تعليق صوره؟!

* ملاحظة هنا أنا لا أمتدح ولا أذم تشي جيفارا إنما أقارن موقف بموقف و حالة بحالة.

و شكراً و آسف على الإطالة :)

السبت، 5 يونيو 2010

يا ربي...

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلي على محمد و آل محمد


إلهي،،،

إنك قضيت على عبادك بعبادتك وأمرتهم بدعائك

وضمنت لهم الإجابة

فإليك يا رب نصبت وجهي

و إليك يا رب مددت يدي

فبعزتك استجب لي دعائي و بلغني مناي

ولا تقطع من فضلك رجائي

واكفني شر الجن و الإنس من أعدائي

يا سريع الرضا ، إغفر لمن لا يملك إلا الدعاء

فإنك فعال لما تشاء

يا من اسمه دواء و ذكره شفاء

وطاعته غنى

إرحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء

يا سابغ النعم ، يا دافع النقم

يا نور المستوحشين في الظلم

يا عالماً لا يعلم

صلي على محمد و آال محمد

وافعل بي ما أنت أهله

وصلي اللهم على محمد و آله الطيبين الطاهرين

* مقطع من دعاء كميل المروي عن الإمام علي عليه السلام