الاثنين، 14 يونيو 2010

مقاومة..دولة داخل دولة .. ثم ماذا بعد ذلك؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين

خلال بحثي في المدونات الكويتية و متابعة المقابلات التلفزيونية لعدة من الشخصيات الليبرالية "العلمانية" الكويتيين ، و حاولت أن أحصر بعض النقاط التي كانت هي المحاور التي يتحدثون عنها في أغلب الأحيان ، و سأحاول إن شاء الله ، ذكر هذه النقاط بعناية و منقاشتها في بحث منفصل لكل محور إن شاء الله تعالى...

المحور الأول : و هو عنوان هذا البوست المقاومة الإسلامية المتمثلة في حزب الله و القائد المحنك السيد حسن نصر الله ، في الحقيقة هناك من الليبراليين من أصبحوا متطرفين و متعصبين لفكرهم حيث لا تستطيع التفريق بين هذا الليبرالي ، و أي متطرف آخر من أي حزب أو مذهب أو دين ، ينادي بحرية الرأي و حرية التعبير ، فيتجاوز بحريته المزعومة إلى حد أقل ما يقال عنه وقاحة ! ، نعم فعندما يترك كل ما يتشدق به و يلح عليه من احترام وجهات النظر تجده يتعرض للشخص بذاته ويسيء له بشخصه لا أن يناقشه أو يطرح وجهة نظره المخالفة بكل موضوعية ، لذا سأقدم لكم نموذج توضيحي ( تفضلوا بقراءة هذا المقال في أحد المدونات الكويتية التي تكلمت عنها) ، العجيب أن البعض منهم أصبح يملك صكوك غفران على الطريقة الليبرالية و يخرج كل من اختلف معه في الرأي من الفكر الليبرالي بوصفه متلبس بلباس الليبرالية ! ، والطامة الكبرى عندما نجد تعليق الأخ سفيد على نفس الموضوع و كيف رد عليه صاحب الموضوع بأن نصر حامد أبوزيد لا يعتبر ليبرالياً فقط لأنه يؤيد حزب الله ، و معروف نصر حامد بوزيد بطعنه بالقرآن و بالرسالة السماوية و هذا ليس محور بحثنا الآن .


نأتي للموضوع الرئيسي و هو حزب الله و المقاومة والسيد حسن نصر الله ، كثير من المفكرين العلمانيين من يصف هذه المقاومة الإسلامية " بدولة داخل دولة " ، و البعض من يزعم بأن هناك خطر كبير بوجود هذه المقاومة داخل لبنان حيث أنه بمجرد حدوث صدام بين الحكومة و هذا الحزب الخطر كما يصفونه فسيصبح انقلاب عظيم و حرب أهلية كما حدث في السابق و التي اشتهرت باسم حرب 7 أيار ، و هنا كي لا أكثر الكلام في هذ الموضوع أضع بين يديكم رد السيد حسن نصر الله على هذا الموضوع ثم نواصل بحثنا في هذا المحور :




يفضل بعض الحاملين للفكر العلماني أن يكون التفاوض مع إسرائيل على طاولة حوار و هو الأمر الأمثل لنا في الوقت الحالي حسب وجهة نظرهم ، و في الحقيقة أستغرب من القائلين بهذا الموضوع حيث أن الشاهد الأكبر و الدليل الأكبر على فشل هذه الحوارات بأن القضية الفلسطينة لها عشرات السنين و هي تحت المفاوضات و الحوار و الدراسة ، ولكن ما النتيجة ؟ ، شعب مشرد حصار قتل.... إلخ ، و لننظر للمقاومة اللبنانية التي كسرت هذا الإحتلال و أرجعته أدراجه خائباً حيث كانت المرة الأولى التي تكسر بها إسرائيل و تهزم و لم يكن لهم نصر على لبنان بعد ذلك النصر .

بالطبع هناك آراء مثل راي الدكتورة ابتهال الخطيب و مؤيديها بأن خروج إسرائيل من لبنان لا يعد نصر ! ، فلننظر للخسائر التي حلت في لبنان فهناك سياحة قتلت و اقتصاد انهار و خسائر في الأرواح ، أقول : نعم هناك خسائر لكن لننظر أولاً من الطرف الذي يجب توجيه اللوم عليه ؟ "ولنشاهد تصريح حزب الله عن ما حصل" من أسر جنديين مقابل الأسرى اللبنانيين أو من قابلهم بالقصف و تدمير الدولة ! ، السيد حسن نصر الله ذكر بأنه لو كان يعلم بأن خطف الجنديين سيؤدي إلى ما حصل من دمار لما قام بذلك و أنها لم تحصل بتاريخ الحروب أن يقابل خطف جنديين بقصف دولة !، أكرر مرة أخرى نعم قد يكون هناك خسائر و لكن في المقابل هو أن إسرائيل بدأت بالرجوع و الانهزام عن لبنان ولا يخفى علينا خوفهم الشديد من المقاومة اللبنانية و هذا كفيل بحماية الوطن بل هو سبيل لوطن يسوده الأمان و يستطيع تعوض خسائره مع ضمان حريته واستقلاله و أمانه.

واذا رجعنا لموضوع طاولات الحوار فنظرة بسيطة لما حدث لسفن أسطول الحرية كفيل بأن يوضح مدى الإستعداد الإسرائيلي للحوار و التفاوض !

حقيقة لا أعرف كيف يفكر بعض العلمانيين بهذا التفكير ، هل لمجرد أن الحزب يحمل طابع ديني ؟!

لنرجع إلى الوراء قليلاً للخمسينات و الستينات هل تعرفون صاحب هذه الصورة ؟

إنه تشي جيفارا محبوب الكثيرين من العلمانيين و قد أشتهر بحمله للفكر الماركسي ، وهو مؤسس للثورة الكوبية عام 1959 هو و فيدل كاسترو ، كانت بداية ثورتهم على شكل حرب عصابات ثم توسعت ، حتى تم إسقاط الحكم الديكتاتوري في كوبا التي كانت بحكم الديكتاتور "باتيستا" ، إذا ناقشنا تلك الثورة فحتماً سنجد أن هناك زعزعة لأمن البلد و حروب و ما شابه و سنجد إزاله لحكم دولة و البدء بحكومة جديدة و انقلاب على الحاكم ، يعني نقدر نسميه حسب المصطلح العلماني الرائج في الكويت عن حزب الله بأنه أسس دولة داخل دولة ، و تلاها إنقلاب حتى يحول البلد من النظام الديكتاتوري إلى النظام الذي يراه الأفضل ، بل أنه لم يتوقف في كوبا بل سعا لنشر الحركات التحررية في الكونغو و بوليفيا و غيرها ، في الستينات ، مع ذلك ومع هذا العداء الكبير لحسن نصر الله ، عن نفسي لم أجد من الدكاترة و الكبار العلمانيين في الكويت من " يذم " هذا الرجل ! ، مع أن نفس التهم التي أطلقت على السيد حسن نصر الله ممكن إطلاقها عليه من أنه زعزع الأمن في البلاد و أقام دولة داخل دولة بل أنه زعزع الأمن بأكثر من بلاد لنشر فكره و حماية الشعب من جور الحكومات في ذلك الوقت ، و مع ذلك نجد صوره على "التيشيرتات" و السيارات و كصورة رمزية في المنتديات و المدونات ، أما السيد حسن نصر الله فقد وجدت أحد المدونات العلمانية تسب كل واحد حاط صورته بديوانيته ، سؤالي اهو ليش ؟؟ ، هل لأن السيد حسن نصر الله المدافع عن المسلمين و عن وطنه يحمل الطابع الديني الذي لا يحبه العلمانيين أو لأن تشي جيفارا كان شيوعي و ماركسي ؟ ، والإضافة الأخيرة هو أن بنفس اللقاء صرح السيد حسن نصر الله أن الحزب لا يريد الحكم إنما هو يسعى للإصلاح و الدفاع عن الوطن ! ، فلم يتم اتهام السيد حسن نصر الله بأنه يسعى لانقلاب و تدمير البلد و في نفس الوقت يتم تمجيد تشي جيفارا و تعليق صوره؟!

* ملاحظة هنا أنا لا أمتدح ولا أذم تشي جيفارا إنما أقارن موقف بموقف و حالة بحالة.

و شكراً و آسف على الإطالة :)

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

يمكن أقدر أجاوبك على ليش

لأن حسن نصرالله لابس عمامة، ويعتبر رجل دين

أذكر أيام حرب 2006 كنا نشوف ناس ضد حسن نصرالله ، حتى بعد انتصارهم كنا نشوف هالشي

وكنت أسأل نفسي نفس السؤال ، اكتشفت إن الجواب لأنه رجل شيعي ورجل دين

أتوقع لو كان قائد حزب الله رجل عادي (مو سيد) جان شفنا الأغلبية منهم توقف معاه

كافي إن نهج العلمانية هو فصل الدين عن الدولة ، فأكيد يكونون ضد رجل دين يدافع عن دولة

هذا من معلوماتي البسيطة والله العالم :)

ومنكم نستفيد :)

Yousef يقول...

للأسف هذا هو الواقع عند البعض من العلمانيين ، يكون الرجل محارب فقط لأنه ضمن تيار ديني معين حالهم حال أي متطرف ،،،،



شكراً على المرور الجميل

معبرة يقول...

ليست هناك أي إطالة الموضوع عميق و بنفس الوقت قابل للفهم و مدعم بالأدلة و الشواهد .
لطالما كان السيد حسن نصر الله من المدافعين عن لبنان و فلسطين و الواقفين بوجه الكيان الصهيوني المعتدي و مع ذلك نجد من يسبه و ينتقده و يطعن بنواياه و إنجازاته سواء من قبل المسلمين أو الغربيين و لا نجد من يسد أفواه هؤلاء بفكر و دليل إلا قلة .
فشكرا لك على هذا الموضوع الرائع و أتمنى أن تكون لديك مزيد من التدوينات التي ترد على الليبراليين العلمانيين و كل من يحاول تهميش الإسلام و تشويه صورته .

Yousef يقول...

أشكرك أختي على التعقيب الطيب

هناك فعلاً من يريد تهميش الدين و الإسلام و لكن البعض يحمل وجهة نظر خاطئة " بالنسبة لي " بأنهم هكذا يحمون الإسلام و جميع الأديان ، أرى بعض كلاهم حق و بعضه باطل ، فالحق فيما يقولون أقره الإسلام و ثبته ، والباطل " بالنسبة لي أيضاً " هو ما أحاول نقاشه في مدونتي :)

حفظ الله السيد حسن نصر الله ووفقكم ووفقنا لكل خير ،،

غير معرف يقول...

انا متأكد ان من ينتقد المقاومه على اساس تكافؤ القوه فهوه اما جاهل او واهم فمن يتطلع الى الصحف الاسرائيليه وكيف تصف الوضع الاسرائيلي الداخلي فسيعلم كيف تؤثر المقاومه في اسرائيل شعب تكثر فيه الهجره بسبب الخوف .هل هذا الخوف من فراغ هل هناك اشباح داخل اسرائيل ؟ 94في المئه من الشعب الاسرائيلي لايشعر بالامان مع ان شعب يفرض عليه التجنيد الالزامي بمعنى ان كل شخص في اسرائيل عليه مسؤولية حماية البلاد والعباد جيش يكثر فيه الانتحار. فمثل ماقال الكاتب اقول للعلمانيين ماذا بعد ؟؟؟؟؟؟. هل تجربة السلام مع هذا الكيان الاستعماري كانت في يوم من الايام هي الحل . هل يستطيع الانسان ان يعيش مع كيان غاصب بلا كرامه؟ الم يذكر السيد ان هناك تجهيز للحرب من قبل الكيان قائمه حتى لولم يأسر كلبين ضالين من كلاب اسرائيل؟

Yousef يقول...

غير معرف

عجبتني سالفة الأشباح :)
و صدقت هذا إما جهل أو وهم

شهالجيش اللي ينتحر ! و من شنو ؟

و أشكرك على التعقيب الطيب :)