الجمعة، 20 يونيو 2014

الدين الإسلامي ثورة العقول - الحلقة الأولى


 
 
 
جاء الدين الإسلامي بثورة علمية عقلية كانت في مقابل تيار جاهلي تجهيلي يقسم المجتمع إلى طبقتين

 

طبقة السادات و الكبراء

 

و طبقة الجهال التابعين

 

و يتجلى هذا التقسيم في الآية الكريمة ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا )

 

 ثم ما هي النتيجة يوم القيامة لهؤلاء ؟!

 

المحصلة النهائية لهذا الأمر هو ما تصفه الآية الكريمة ( اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب )

 

هذا التيار التجهيلي الذي وجد آباءه على ملة فاقتفى أثرهم و سار على نهجهم بحدوده الضيقة حورب بشدة في القرآن الكريم ( ..قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه اباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) والكثير من الآيات التي تشترك مع هذه الآية المباركة بالموضوع ذاته تتجلى لنا بها حقيقة موقف القرآن الكريم من هذا الفكر المتحجر مباركاً لمن ثار على هذا النهج محارباً من سار عليه هاتفاً في الناس ( أفلا تتفكرون ) ( أفلا تعقلون ) ( أفلا يتدبرون ) ...

 

مثوراً بذلك عقولهم دافعاً لطلب العلم و التعلم حتى قسم أمير المؤمنين الناس إلى ثلاثة أقسام : إما عالم رباني أو متعلم على سبيل النجاة و همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ! وقال بعدها : أغد عالما أو متعلما ولا تكن الثالث فتعطب !

 

أراد الإسلام أن يقسم المجتمع إلى قسمين ( علماء و متعلمين ) فكان لا يرتضي لهم الثالثة أبداً فقد كرمهم الله بالعقل و هم عنه يسئلون !

 

فكان السلم المجتمعي بين العالم و المتعلم يتمثل بالآية ( فوق كل ذي علم عليم ) فأمر الذين لا يعلمون مسألة ما قد توقفوا عندها و عجزوا عن إحكامها بالرد الى من هو أعلم بها منهم و الأعلم يرجع إلى الأعلم و هكذا ! كما تنص روايات مستفيضة على الوقوف عند الشبهات و الرجوع الى أهل العلم أو من هم أعلم منهم،  فجاء بيان النفير القرآني صريحاً في قوله تعالى ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ) و الإنذار و الاستجابة له من خلال الحذر متلازم مع العلم كما ينص كتاب الله جل وعلا ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )

وقوله ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) !

 

نلتقي معكم إن شاء الله في الحلقة الثانية من سلسلة : الدين الإسلامي ثورة للعقول

 

فتابعونا 🌹

ليست هناك تعليقات: